عندما فر شاهين جركس من الحرب في سوريا إلى لبنان، كان يأمل أن تكون أسرته في مأمن. ولكن بدلاً من ذلك، أدت غارة ألقي اللوم فيها على إسرائيل إلى مقتل طفليه الصغيرين، في أحدث ضحايا أشهر من العنف عبر الحدود.

وقال جركس (55 عاما) وهو عامل مزرعة من منطقة عفرين شمال سوريا ولكنه يعيش الآن في قرية أم توت على الحدود الجنوبية: “مثل كل يوم… كان الأطفال يقضون يومهم في اللعب”.

“سمعت صوت ضربة” وركضت نحوها، على حد قوله.

وقال جركاس إنه وجد طفليه جان (10 أعوام) ومحمد (7 أعوام) “غارقين في الدماء”.

قالت وسائل إعلام رسمية لبنانية إن غارات إسرائيلية منفصلة، ​​الثلاثاء، في جنوب لبنان، بما في ذلك أم التوت، أسفرت عن مقتل خمسة سوريين، ثلاثة منهم أطفال، فيما أعلن حزب الله إطلاق صواريخ على إسرائيل ردا على ذلك.

وتتبادل الجماعة المدعومة من إيران إطلاق النار بشكل شبه يومي مع القوات الإسرائيلية دعما لحليفتها حماس منذ أن أدى الهجوم الذي شنته الجماعة الفلسطينية المسلحة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل إلى اندلاع الحرب في قطاع غزة.

قال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن قواته الجوية ضربت “خلية إرهابية تابعة لحزب الله” في منطقة يارين، بالقرب من أم التوت، ونشر مقطع فيديو للغارة.

وتم وضع جثث الأطفال، الأربعاء، ملفوفة بما يبدو أنه أغطية سرير، على محفات بينما تجمع المعزون وأدى أحد الشيوخ صلاة الجنازة.

وقال عامل زراعي سوري آخر في أم التوت، محمد خليل (58 عاماً)، إنه في البداية لم يكن يعرف مكان الضربة على وجه التحديد.

وقال وهو يبدو شاحبا وشعره رمادي اللون “ركضنا لنتفقد الأطفال الذين كانوا يلعبون”.

وأضاف “لقد وجدناهم قتلى”، وكان من بينهم ابنه خليل خليل البالغ من العمر 12 عاما.

حوله في القاسمية في قضاء صور، حيث نقلت الجثث للتشييع، بكى الناس، وصرخت النساء حزناً، وبعضهم احتضن الآخر وواسى.

وقال “لقد جئنا كلاجئين من سوريا من أجل حماية أطفالنا”.

وأضاف أن “الحكومة الإسرائيلية مسؤولة” عن مقتلهم.

وصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) يوم الثلاثاء وفاة الأطفال بأنها “مروعة”.

حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يوم الأربعاء من أن مقاتليه سيضربون أهدافا جديدة في إسرائيل إذا قُتل المزيد من المدنيين في الضربات الإسرائيلية على لبنان.

وأسفرت أعمال العنف عبر الحدود منذ أكتوبر/تشرين الأول عن مقتل 511 شخصا في لبنان، معظمهم من المقاتلين ولكن بينهم أيضا 104 مدنيين على الأقل، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس.

وعلى الجانب الإسرائيلي، قُتل 17 جندياً و13 مدنياً، بحسب السلطات.

وأثارت أعمال العنف، التي اقتصرت إلى حد كبير على منطقة الحدود، مخاوف من اندلاع صراع شامل بين البلدين، اللذين خاضا آخر حرب بينهما في صيف عام 2006.

شاركها.