دعا زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وذلك خلال لقائه مع وفد برئاسة باربرا ليف، كبيرة الدبلوماسية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط. بحسب وكالة الأناضول.
ودعا الجولاني، خلال اللقاء في دمشق، محاوريه إلى دعم تعافي سوريا وتنشيطها على كافة المستويات، بحسب بيان الجمعة لقيادة العمليات العسكرية التي أطاحت بنظام البعث في سوريا.
وأضاف أن الشعب السوري يحافظ على مسافة متساوية من جميع الأطراف الإقليمية.
وشدد الجولاني على أهمية إعطاء الفرصة للشعب السوري للتعافي من الدمار الذي خلفته الحرب، مشددا على الدور الكبير الذي يلعبه الشعب في التغلب على نظام بشار الأسد وحماية المنطقة من الفوضى والتدخلات الخارجية.
كما أعرب عن الحاجة إلى عهد جديد خالي من الحروب والفتنة، مؤكدا ضرورة تقديم مجرمي الحرب ورموز النظام السابق إلى العدالة ومحاسبتهم.
كما عرض الجولاني برنامج المأسسة والتنمية المزمع تنفيذه في سوريا الجديدة، مؤكداً الدور المحوري الذي تلعبه البلاد في تحقيق السلام الإقليمي وبناء شراكات استراتيجية مع دول الجوار.
شاهد: هل يستطيع الجولاني السوري حل معضلته الإسرائيلية؟
الوفد الأمريكي يهنئ سوريا بتحريرها
وهنأ الوفد الأمريكي سوريا على تحريرها والإطاحة بنظام الأسد.
وكرر الوفد دعمه للشعب السوري والإدارة السورية الجديدة، وشدد على أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب سوريا في مواجهة التحديات والقضايا التي تحتاج إلى حل.
وأعرب الوفد عن دعمه للخطوات الملموسة التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار، وتعزيز النمو الاقتصادي، وضمان التمثيل الشامل لجميع مكونات الشعب السوري، ولا سيما فيما يتعلق بقضايا مثل شمال شرق سوريا.
كما أشاد الوفد بالجهود المبذولة لضمان إطلاق سراح المعتقلين، ومن بينهم المواطن الأمريكي ترافيس تيمرمان، ورحب بالبحث المستمر عن الصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس في سوريا.
وأشادوا بالخطوات البناءة التي تم اتخاذها لإدارة الفترة الحالية بشكل فعال وإنشاء وزارة الدفاع السورية والجيش السوري الموحد.
ووصف الطرفان التطورات بأنها انتصار “تاريخي” للشعب السوري.
يمثل اجتماع يوم الجمعة الأول من نوعه بين المسؤولين الأمريكيين وهيئة تحرير الشام بعد أيام من فرار بشار الأسد، الزعيم السوري منذ ما يقرب من 25 عامًا، إلى روسيا بعد سيطرة الجماعات المناهضة للنظام على دمشق في 8 ديسمبر، مما أنهى نظام حزب البعث الذي كان في السلطة. السلطة منذ عام 1963.
وجاءت هذه السيطرة بعد أن استولى مقاتلو هيئة تحرير الشام على مدن رئيسية في هجوم خاطف استمر أقل من أسبوعين.
تم تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأمم المتحدة وتركيا. ومع ذلك، سعى التنظيم وزعيمه الجولاني إلى إعادة تصنيف أنفسهم كقوة أكثر اعتدالاً في سوريا، مع التركيز على الشمول والمسار السياسي للمضي قدماً.
ورحب المسؤولون الأمريكيون بالتصريحات الشاملة الصادرة عن هيئة تحرير الشام، وقالوا إن سياستهم ستحددها أفعالهم. ووفقاً لعدة تقارير، تدرس الولايات المتحدة، إلى جانب الأمم المتحدة والعديد من الدول الأخرى، إزالة هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب الخاصة بها، على الرغم من أن المسؤولين لم يؤكدوا ذلك رسمياً بعد.
وأغلقت الولايات المتحدة سفارتها في دمشق عام 2012 وسحبت جميع موظفيها الدبلوماسيين من البلاد مع تصاعد الصراع.
اقرأ: مذكرة اعتقال المحكمة الجنائية الدولية ضد الأسد “مجرد مسألة وقت”: خبير