في القدس، يوم 26 ديسمبر (رويترز) – قام جندي احتياطي إسرائيلي بدهس رجل فلسطيني بسيارته بينما كان يصلي على جانب الطريق في الضفة الغربية المحتلة يوم الخميس، بعد إطلاق أعيرة نارية في المنطقة في وقت سابق، حسبما أفاد الجيش الإسرائيلي. هذا الحادث، الذي يمثل تصعيدًا خطيرًا في التوترات المتزايدة، يثير تساؤلات حول العنف في الضفة الغربية وتصاعد الاعتداءات من قبل المستوطنين.
تفاصيل الحادث و ردود الفعل الإسرائيلية
أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان له بأنه “تم تلقي لقطات فيديو تظهر فردًا مسلحًا يدهس فردًا فلسطينيًا”. وأضاف البيان أن الفرد كان جنديًا احتياطيًا وتم إنهاء خدمته العسكرية. ووصفت السلطات الإسرائيلية تصرف الجندي بأنه “انتهاك خطير لسلطته” وتم مصادرة سلاحه.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجندي قيد الإقامة الجبرية. ولم يصدر رد فوري من الشرطة الإسرائيلية على طلب تعليق من وكالة رويترز. لحسن الحظ، نُقل الرجل الفلسطيني إلى المستشفى لإجراء فحوصات بعد الهجوم، لكنه لم يصب بأذى وهو الآن في منزله.
تظهر مقاطع الفيديو التي بثها التلفزيون الفلسطيني وتم التحقق منها من قبل رويترز رجلاً يرتدي ملابس مدنية وبندقية معلقة على كتفه وهو يقود مركبة دفع رباعي لدهس رجل يصلي على جانب الطريق. هذا المشهد المروع يجسد خطورة الوضع المتدهور في المنطقة.
تصاعد العنف و الأرقام المقلقة
يشهد العام الحالي واحدًا من أكثر الأعوام عنفًا على الإطلاق بالنسبة للهجمات الإسرائيلية المدنية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة التي تظهر أكثر من 750 إصابة. هذا الارتفاع في الاعتداءات على الفلسطينيين يثير قلقًا بالغًا على الصعيد الدولي.
ووفقًا للأمم المتحدة، قُتل أكثر من ألف فلسطيني في الضفة الغربية بين 7 أكتوبر 2023 و 17 أكتوبر 2025، معظمهم في عمليات أمنية وبعضهم بسبب عنف المستوطنين. في الفترة نفسها، قُتل 57 إسرائيليًا في هجمات فلسطينية. هذا التوازن المأساوي في الخسائر يبرز الحاجة الملحة إلى حل سياسي شامل.
السياق الأوسع للصراع
هذا الحادث يأتي في سياق أوسع من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر. الوضع في الضفة الغربية متوتر للغاية، مع تصاعد التوترات بسبب التوسع الاستيطاني الإسرائيلي والقيود المفروضة على حركة الفلسطينيين. التوتر في الضفة الغربية يتفاقم باستمرار، مما يزيد من خطر اندلاع المزيد من العنف.
هجوم إسرائيلي مضاد و تصعيد إضافي
في يوم الجمعة، قتل مهاجم فلسطيني شخصين في شمال إسرائيل، حسبما أفادت الشرطة. هذا الهجوم المضاد يزيد من تعقيد الوضع ويؤدي إلى تصعيد إضافي في دائرة العنف. من المهم ملاحظة أن كل فعل عنف يؤدي إلى رد فعل مماثل، مما يجعل من الصعب كسر هذه الدورة المدمرة.
تأثير العنف على المدنيين
إن تأثير هذا العنف على المدنيين من كلا الجانبين مدمر. الفلسطينيون يعانون من القيود المفروضة على حريتهم في الحركة، وفقدان الأراضي، والتهديد المستمر بالعنف. الإسرائيليون يعيشون في خوف دائم من الهجمات. هذا الوضع غير المستدام يتطلب حلًا عادلاً ودائمًا.
الحاجة إلى تحقيق و محاسبة
من الضروري إجراء تحقيق شامل في حادث الدهس ومحاسبة المسؤولين عنه. يجب على السلطات الإسرائيلية أن تضمن أن يتم التعامل مع هذا الحادث بجدية وأن يتم تقديم الجاني إلى العدالة. كما يجب على المجتمع الدولي أن يضغط على إسرائيل لضمان حماية حقوق الفلسطينيين.
الخلاصة: نحو مستقبل أكثر أمانًا
إن حادث الدهس الأخير في الضفة الغربية هو تذكير مأساوي بالوضع المتدهور في المنطقة. العنف في الضفة الغربية يهدد بتقويض أي أمل في تحقيق سلام دائم. من الضروري أن يتخذ جميع الأطراف خطوات لخفض التصعيد، والالتزام بالقانون الدولي، والعمل نحو حل سياسي عادل ودائم. يجب على المجتمع الدولي أن يلعب دورًا فعالًا في تسهيل هذا الحل. إن مستقبل المنطقة يعتمد على قدرتنا على كسر دائرة العنف وبناء مستقبل أكثر أمانًا للجميع. نحث القراء على متابعة آخر التطورات حول هذا الموضوع والتعبير عن آرائهم بشكل بناء.
