من المقرر أن يدافع مدير وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن عمل منظمته في الجمعية العامة يوم الاثنين، بعد رد فعل عنيف على الاتهامات بأن بعض الموظفين متورطون في هجوم حماس المفاجئ في 7 أكتوبر على إسرائيل.
وحذر فيليب لازاريني في رسالة إلى رئيس الجمعية العامة من أن وكالته وصلت إلى “نقطة الانهيار” مع قيام المانحين بتجميد التمويل، وممارسة إسرائيل ضغوطا لتفكيك الوكالة وتزايد الاحتياجات الإنسانية.
وقال لازاريني إن قدرة الأونروا على تنفيذ تفويضها “مهددة بشكل خطير”، وحث الدول الأعضاء على “تقديم الدعم السياسي اللازم لاستدامة” الوكالة.
وكانت الوكالة مثار جدل منذ أن اتهمت إسرائيل نحو عشرة من موظفيها بالتورط في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الذي أسفر عن مقتل نحو 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة وكالة فرانس برس.
وقتل أكثر من 30400 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، في قطاع غزة منذ شنت إسرائيل هجومها المضاد، وفقا لوزارة الصحة في حكومة حماس.
وأدى الهجوم الانتقامي الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحاصرة إلى مقتل 30534 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لآخر حصيلة صادرة عن وزارة الصحة في غزة.
وقال لازاريني إن إسرائيل لم تقدم أي دليل ضد موظفيه السابقين.
لكن عدة دول، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا واليابان، علقت تمويلها للأونروا في أعقاب الادعاءات الإسرائيلية.
ويبلغ إجمالي الأموال المجمدة 450 مليون دولار، أي ما يعادل أكثر من نصف الأموال التي تلقتها الأونروا في عام 2023.
وطردت الأمم المتحدة الموظفين الذين اتهمتهم إسرائيل وبدأت تحقيقا داخليا.
كما كلف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لجنة مستقلة بتقييم ما إذا كانت الأونروا تتصرف بطريقة محايدة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقالت المفوضية الأوروبية، اعترافا بالخطوات التي اتخذتها الأمم المتحدة ووكالة اللاجئين التابعة لها، الجمعة، إنها ستفرج عن 50 مليون يورو (54 مليون دولار) من تمويل الأونروا.
وكانت الولايات المتحدة، أكبر مساهم في الوكالة التي تعاني من نقص التمويل المزمن، من بين أوائل الدول التي علقت مساعداتها. وحولت بعض الأموال إلى وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة.
لكن غوتيريس أصر على أنه لا توجد وكالة أخرى لديها القدرة على أن تحل محل الأونروا التي، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية، تدير المدارس والمستشفيات.
وقد أشارت المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك منظمة إنقاذ الطفولة والعمل ضد الجوع، إلى نفس النقطة في بيان مشترك، حذرت فيه من “الانهيار الكامل” للاستجابة الإنسانية في غزة، حيث ينتشر نقص الغذاء والمياه على نطاق واسع.
وتوظف الأونروا حوالي 30 ألف شخص في الأراضي المحتلة ولبنان والأردن وسوريا – مع حوالي 13 ألف موظف في قطاع غزة.