سيطرت الدعوات إلى إصلاح النظام الدولي على الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سلط زعماء العالم ووزراء الخارجية الضوء على عدم كفاية المؤسسات العالمية في معالجة الصراعات المستمرة والأزمات الإنسانية والتحديات الاقتصادية، وكالة الأناضول التقارير.

وقد حدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش النبرة في كلمته الافتتاحية، عندما أقر بأن التفاوتات العالمية تنعكس في المؤسسات الدولية.

وأشار إلى أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صُمم من قبل المنتصرين في الحرب العالمية الثانية، عندما كانت أجزاء كبيرة من أفريقيا تحت الحكم الاستعماري. وشدد غوتيريش على الحاجة إلى تمثيل أفريقي في المجلس، مع الاعتراف بالمقاومة المحتملة من جانب أصحاب القوة السياسية والاقتصادية.

وقد ردد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذه المشاعر، معلناً أن الأمم المتحدة أصبحت غير قادرة على أداء مهمتها التأسيسية بشكل متزايد وغير فعّالة. وصرح أردوغان بأن السلام والأمن الدوليين أهم من أن يُترَكا لنزوات “خمس دول متميزة”، مكرراً دعوته القديمة بأن “العالم أكبر من خمس دول”.

رأي: رئيس منظمة أوكسفام: لا بد من رؤية جديدة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاستعماري القديم

وأكد على ذلك أيضاً وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في كلمته في قمة المستقبل.

أكد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا على ضرورة إجراء إصلاحات شاملة، مشيرا إلى أن ميثاق الأمم المتحدة الحالي يفشل في معالجة بعض القضايا الأكثر إلحاحا التي تواجه البشرية. ودعا إلى مراجعة شاملة للميثاق، مع التركيز على هيكل الجمعية العامة وأساليب عملها وصلاحيات النقض.

أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أن الإصلاح “ضروري” في المنظمات العالمية مثل الأمم المتحدة. وقال مودي إن نجاح البشرية لا يكمن في ساحة المعركة، بل في قوتها الجماعية من أجل السلام العالمي.

ووصف رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا الهيكل الحالي لمجلس الأمن بأنه “عتيق وإقصائي”، مطالبا بإشراك الدول الأفريقية وغيرها في عملية صنع القرار في المجلس.

وأكدت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ أن الإصلاح ينبغي أن يعالج احتياجات جميع البلدان، وليس فقط زيادة سلطة قلة قليلة.

أعربت الممثلة الدائمة لنيوزيلندا لدى الأمم المتحدة كارولين شوالجر عن الحاجة إلى إصلاح مجلس الأمن.

إخفاق الأمم المتحدة في معالجة الصراعات المستمرة يسلط الضوء على

وسلط العديد من الزعماء الضوء على فشل الأمم المتحدة في التعامل بفعالية مع الصراعات الدائرة. وأشار العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى أزمة تهدد شرعية الأمم المتحدة وسلطتها الأخلاقية.

ودعا الرئيس المالديفي محمد معزو إلى الشجاعة لوقف “حرب الإبادة الجماعية في غزة” والاعتراف بفلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة.

وأكدت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي أن أحد الأهداف الاستراتيجية لقمة الأمم المتحدة المستقبلية هو “النظام العالمي الشامل” ودعت إلى حوكمة عالمية أكثر تماسكا وفعالية، بما في ذلك إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

يقرأ: خبير قانوني: تواطؤ الغرب في جرائم إسرائيل يتجاوز الأسلحة فقط

قال الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمان، إنه من أجل تحقيق التنمية المستدامة في العالم، يجب على الأمم المتحدة ومنظماتها اتخاذ خطوات أكثر نشاطا لتنسيق جهود المجتمع الدولي.

أكد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش على ضرورة إعادة بناء مصداقية الأمم المتحدة وقال إن المعايير المزدوجة يجب أن تنتهي.

قال رئيس وزراء تيمور الشرقية زانانا جوسماو إن بلاده تدعو إلى إجراء إصلاحات هيكلية في مجلس الأمن الذي أصبح “غير ممثل لواقع اليوم”.

أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن الإصلاح سيكون ذا معنى إذا تم تنفيذه لصالح الجميع، وليس لصالح البعض فقط.

هندسة عالمية جديدة

ولقد امتدت الدعوة إلى الإصلاح إلى ما هو أبعد من مجلس الأمن إلى المؤسسات الدولية الأخرى.

ووصف رئيس قرغيزستان، صدر جباروف، قمة المستقبل بأنها منصة فريدة من نوعها لوضع الأسس لهندسة عالمية جديدة تناسب الجميع، وليس النخبة فقط.

وطالب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بإجراء إصلاحات عاجلة في هيكل الحوكمة والمؤسسات المالية الدولية لضمان التمثيل العادل للدول النامية.

في هذه الأثناء، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال حديثه في مناسبة في فرنسا، النظام الدولي بأنه “غير مكتمل وغير عادل”، مشيرا إلى التمثيل الضعيف للعديد من البلدان ذات الكثافة السكانية العالية.

يقرأ: السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة: نستخدم حق النقض لتعزيز مصالح الحكومة الأمريكية

شاركها.