قالت منظمات حقوقية فلسطينية، الجمعة، إن أحد قيادات حركة حماس في الضفة الغربية توفي وهو قيد الاحتجاز لدى إسرائيل، ما يرفع عدد الأسرى الفلسطينيين الذين لقوا حتفهم في سجون إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول إلى 19.

توفي الشاب مصطفى محمد أبو عرة (63 عاماً)، ليل أمس، بعد نقله إلى مستشفى سوروكا في إسرائيل بسبب تدهور حالته الصحية.

وكان أبو عرة محتجزا في سجن رامون في جنوب إسرائيل منذ اعتقاله في 30 أكتوبر/تشرين الأول. وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك إن أبو عرة كان يعاني من مشاكل صحية خطيرة ويحتاج إلى رعاية طبية مكثفة حتى قبل اعتقاله.

وبحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية عن عائلته، كان من المقرر أن يتلقى أبو عرة العلاج من أمراض الدم والجلد قبل اعتقاله. كما كان زعيم حماس يعاني من مرض مزمن.

“ومنذ لحظة اعتقاله، واجه الشيخ أبو عرة، كما كل الأسرى، جرائم وإجراءات غير مسبوقة منذ بدء حرب الإبادة على غزة، شملت التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، والتي كانت الأسباب الرئيسية لوفاة الأسرى في سجون ومعسكرات الاحتلال”، بحسب البيان.

وقالت المجموعتان إن 19 فلسطينيا قتلوا حتى الآن ممن كانوا محتجزين في سجون إسرائيل منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وحملت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إسرائيل المسؤولية الكاملة عن مقتل أبو عرة وكذلك عن مصير آلاف المعتقلين الفلسطينيين الآخرين في سجونها.

وفي بيان صدر في وقت مبكر من يوم الجمعة، ألقت حماس باللوم على إسرائيل في وفاة أبو عرة، واتهمتها بـ “الإهمال الطبي”.

وقالت حماس إن “هذه الجريمة البشعة تندرج في إطار حرب الإبادة المستمرة، وفي إطار عمليات القتل الممنهجة التي يمارسها الاحتلال”، داعية كافة المقاومين إلى حمل السلاح ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية للانتقام لمقتل أبو عرة.

ولم تعلق إسرائيل على هذه التقارير حتى الآن.

شنت إسرائيل هجومها الجوي والبري على قطاع غزة ردا على هجوم حماس عبر الحدود في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والذي أسفر عن مقتل ما يقرب من 1200 شخص وأسر أكثر من 240 آخرين رهائن.

وأسفرت المعارك في غزة عن مقتل أكثر من 39 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع. وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 1.9 مليون شخص نزحوا.

وبالتوازي مع ذلك، كثفت إسرائيل غاراتها على مدن وبلدات الضفة الغربية، في إطار الجهود لمنع نشوء جبهة جديدة.

وبحسب رسم بياني أصدرته هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن 9800 فلسطيني، بينهم 340 امرأة و680 طفلاً، في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، ضمن حملة اعتقالات إسرائيلية، يزعم الجيش أنها تستهدف مطلوبين ونشطاء حماس.

وزعم أسرى فلسطينيون سابقون أنهم تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة على يد سلطات السجن أثناء احتجازهم.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، قالت منظمة العفو الدولية إنها وثقت “العديد من حوادث التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة على أيدي القوات الإسرائيلية، بما في ذلك الضرب المبرح والإذلال المتعمد للفلسطينيين المحتجزين في ظروف مزرية”.

من هو أبو عرى؟

وكان أبو عرة، من بلدة العقبة في محافظة جنين بالضفة الغربية، اعتقل عدة مرات منذ عام 1990، وقضى ما مجموعه 12 عاماً متقطعة خلف القضبان.

انضم إلى حركة حماس في الضفة الغربية عام 1985 بعد تأسيسها، وأنشأ فرعها في العقبة عام 1987.

وكان أبو عرة من بين مئات من أعضاء حماس والجماعات الفلسطينية الأخرى الذين تم نفيهم إلى مخيم بالقرب من قرية مرج الزهور في جنوب لبنان في أواخر عام 1992. وجاء الترحيل الجماعي الذي قامت به إسرائيل رداً على اختطاف أحد حرس الحدود الإسرائيلي على يد كتائب عز الدين القسام في ذلك الوقت.

من عام 1998 إلى عام 2007، ترأس أبو عرة مجلس شورى حماس في جنين، وهو هيئة استشارية تنتخب أعضاء المكتب السياسي للمجموعة.

وفي الانتخابات البلدية عام 2005 انتخب عضواً في بلدية العقبة ضمن قائمة الإصلاح والتغيير التابعة لحركة حماس، وأصبح رئيساً لبلدية العقبة عام 2007.

وكان شقيقه علام أبو عرة، القيادي في الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب عز الدين القسام، قد قُتِل على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1996 في جنين.

شاركها.