يعاني الصحافيون والسياسيون في السجون التونسية من الإهمال الطبي والمعاملة السيئة في الوقت الذي تستعد فيه البلاد للانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، بحسب عدة تقارير حديثة.

أعربت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، الثلاثاء، عن قلقها إزاء تدهور الحالة الصحية للصحفي محمد بوغالب، المسجون منذ مارس/آذار الماضي بتهم تتعلق بعمله.

وقالت النقابة إن بوغالب الذي يعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم حرم من الرعاية الطبية الكافية، مما أدى إلى تدهور كبير في صحته بسبب نقص العلاج والأدوية الأساسية، كما مُنع من المراسلة مع عائلته.

وفي الشهر الماضي، دعت النقابة الوطنية للصحفيين الجزائريين إلى إجراء تحقيق في معاملة سونيا دهماني، المحامية والمعلقة التي حُكم عليها بالسجن ثمانية أشهر هذا الأسبوع، والصحفية شذى حاج مبارك، المسجونة منذ عام 2021.

وقالت النقابة إن الدهماني تعرضت “لممارسات تنتهك سلامتها الجسدية وكرامتها الإنسانية” أثناء احتجازها في سجن منوبة بالعاصمة التونسية.

نشرة إخبارية جديدة من جريدة الشرق الأوسط: القدس ديسباتش

سجل للحصول على أحدث الرؤى والتحليلات حول
إسرائيل وفلسطين، إلى جانب نشرة Turkey Unpacked وغيرها من نشرات MEE

وأضاف الاتحاد أن “عائلة سونيا الدهماني ومحاميها أشاروا إلى أنها تعرضت لتفتيش داخلي وأجبرت على نزع جميع ملابسها للفحص والركوع، مما ينتهك كرامتها الإنسانية”، مضيفا أنها تعرضت أيضا “لانتهاك أبسط قواعد احترام الشخصية المقدسة من خلال لمس جسدها والاعتداء عليها أخلاقيا”.

وذكرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن صحة مبارك تدهورت بسبب نقص الرعاية أثناء احتجازه.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال الحزب الدستوري الحر إن رئيسته عبير موسي، المسجونة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعرضت لـ “إهمال طبي متعمد” في السجن.

وفي أغسطس/آب، حكمت محكمة تونسية على موسي بالسجن لمدة عامين بعد معارضتها لعملية الانتخابات التشريعية.

ووصفت منظمة العفو الدولية اعتقال موسي بأنه تعسفي، وقالت إن التهم الموجهة إليها تتعلق بممارستها لحقها في حرية التعبير والتجمع السلمي.

وقال حزب موسي إن الإهمال الطبي الذي تعاني منه يهدف إلى الضغط عليها للتراجع عن آرائها.

“حملة تصعيد ضد المعارضة”

وأدانت جماعات حقوق الإنسان ووزارة الخارجية الأمريكية الظروف في السجون التونسية ووصفتها بأنها مسيئة.

وبحسب منظمة “بريزون إنسايدر” للمراقبة، فإن السجون التونسية تتميز بمرافق متهالكة، وسوء النظافة، والوصول المحدود إلى الرعاية الصحية، وعدم كفاية الغذاء، ونقص الأنشطة وغرف الزيارة، والعنف وحتى التعذيب.

وفي شهر مارس/آذار، أحدثت وفاة طبيب في السجن، بعد أسبوع واحد فقط من وضعه قيد الحبس الاحتياطي في قضية تتعلق بممارسته الطبية، موجة من الصدمة في أنحاء البلاد.

مرشح للرئاسة التونسية يعتقل مجددا بعد وقت قصير من إطلاق سراحه

اقرأ المزيد »

وتشير التقارير إلى أن محمد حجي، وهو طبيب نفسي، أصيب بعدوى رئوية حادة بعد أيام قليلة من سجنه، مما أدى إلى تفاقم فشله التنفسي المزمن، والذي كان قد تغلب عليه عدة مرات في الماضي.

وقد قدم محاميه تقريرا مفصلا إلى الجهات المعنية عن خطورة حالته الصحية وطلب الإفراج عنه للعلاج، إلا أنه تم تمديد اعتقاله وتوفي في نهاية المطاف أثناء الاحتجاز.

قالت ريم غشام، طبيبة نفسية وعضوة مجلس إدارة نقابة الأطباء: “إن وفاة طبيب في السجن سابقة خطيرة. كان عجوزًا ومريضًا، ولم يتلق الرعاية التي كان يحتاج إليها في السجن”.

واتهمت منظمات حقوق الإنسان مثل هيومن رايتس ووتش الرئيس قيس سعيد، الذي تولى منصبه منذ عام 2019، بملاحقة واستبعاد المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية في محاولة لتأمين إعادة انتخابه.

وقد عزز سعيّد قبضته على السلطة تدريجيا باستخدام إجراءات وصفت بالانقلاب الدستوري، بما في ذلك حل البرلمان في عام 2021 والاستيلاء على سلطات قضائية، مما يسمح له بالحكم بالمراسيم.

وفي السنوات الأخيرة، سُجن العديد من الشخصيات المعارضة، بما في ذلك عياشي زامل، أحد المرشحين الرئاسيين الوحيدين المسموح لهما بالترشح ضد سعيد في الانتخابات المقبلة، والذي تم اعتقاله الأسبوع الماضي.

وقالت حركة النهضة، الثلاثاء، إن قوات الأمن اعتقلت قياديين بارزين فيها، محمد القلعي ومحمد علي بوختم وآخرين، في ما وصفته الحركة بـ”حملة تصعيد ضد المعارضة” قبل التصويت.

ويقبع زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، في السجن منذ أبريل/نيسان 2023 بسبب تعليقات اعتبرت انتقادية لسعيد.

شاركها.