تظاهر تونسيون يوم الثلاثاء في العاصمة في الذكرى الرابعة عشرة للانتفاضة التي أشعلت ثورات الربيع العربي في جميع أنحاء المنطقة، مطالبين بالإفراج عن الشخصيات السياسية المسجونة.

المسيرة القوية في تونس العاصمة، التي نظمها ائتلاف سياسي يضم معارضين شديدين للرئيس الحالي قيس سعيد، أحيت ذكرى اليوم الذي تمت فيه الإطاحة بالديكتاتور زين العابدين بن علي في عام 2011.

وأعرب المتظاهرون عن غضبهم من إدارة سعيد، واتهموا القضاء بالتصرف بناء على “أوامر” الحكومة وطالبوا بإنهاء حملة القمع ضد المعارضين السياسيين للرئيس.

ورغم أن عدد المتظاهرين كان أقل من التجمعات المماثلة في السنوات السابقة، إلا أن المتظاهرين يوم الثلاثاء واجهوا تواجدا مكثفا للشرطة، بحسب صحافي في وكالة فرانس برس.

وحمل الكثيرون صورا لشخصيات معارضة معتقلة، بما في ذلك رئيس الوزراء السابق علي العريض من حزب النهضة المستوحى من الإسلاميين، وهو جزء من جبهة الإنقاذ الوطني التي دعت إلى المظاهرة.

والعريض، الذي نفى ارتكاب أي مخالفات، محتجز بتهم تتعلق بإرسال جهاديين إلى سوريا.

ومن بين المعتقلين البارزين الآخرين راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة البالغ من العمر 83 عاماً، وجوهر بن مبارك، المؤسس المشارك للجبهة الوطنية للأمن الوطني الذي يواجه اتهامات بالتآمر ضد أمن الدولة.

سعيد ، الذي أعيد انتخابه في أكتوبر في تصويت اتسم بانخفاض نسبة الإقبال ، سيطر على السلطة بشكل كاسح في عام 2021 مما أثار اتهامات من النقاد وجماعات حقوق الإنسان بـ “الانجراف الاستبدادي”.

كما نقل الاحتفال الرسمي بذكرى ثورة 2011 إلى 17 ديسمبر/كانون الأول، وهو اليوم الذي أحرق فيه البائع المتجول محمد البوعزيزي نفسه في عام 2010، مما أدى إلى اندلاع الانتفاضة.

ولا يزال العديد من النشطاء والمتظاهرين التونسيين يحيون ذكرى ثورة 14 يناير/كانون الثاني، وهو اليوم الذي فر فيه بن علي من تونس.

وقالت شيماء عيسى، وهي شخصية معارضة وعضو في الجبهة الوطنية السورية التي سُجنت في عهد سعيد، إنها ستسمح بنسيان ذلك اليوم.

وقالت: “14 يناير ليس تاريخا من السهل محوه”.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن أكثر من 170 شخصا محتجزون في تونس بتهم ذات دوافع سياسية.

ويحاكم العديد من منتقدي سعيد بموجب قانون صدر بمرسوم رئاسي لمعاقبة “نشر أخبار كاذبة” بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات.

شاركها.