كشفت رسائل البريد الإلكتروني المسربة حديثًا أن جيفري إبستين، مهرب الجنس سيئ السمعة، قام بتسهيل الجهود لفتح قناة خلفية بين إسرائيل والكرملين خلال الحرب الأهلية السورية. وتشمل الوثائق، التي حصل عليها قراصنة معروفون باسم “حنظلة” ونشرها موقع Drop Site News، مراسلات بين إبستين ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك تمتد من عام 2013 إلى عام 2016.

وتُظهر رسائل البريد الإلكتروني أن إبستاين يعمل كجهة اتصال غير رسمية، ويرتب الاجتماعات، ويمرر المعلومات من الدوائر السياسية الروسية، ويساعد في صياغة الرسائل لجهود باراك الدبلوماسية الرامية إلى تأمين الدعم الروسي لإزالة الرئيس السوري بشار الأسد.

اقرأ: جيفري إبستاين كان يبتز سياسيين لصالح الموساد الإسرائيلي، بحسب كتاب جديد

تبادل واحد عام 2013، تم التحقق منه بواسطة إسقاط الموقعويظهر إبشتاين وهو ينصح باراك باقتراح لقاء مباشر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً: “أعتقد أنه يجب عليك إخبار بوتين أنك ستكون في موسكو. لنرى ما إذا كان يريد وقتًا خاصًا”. تشير الاتصالات المسربة إلى أن الثنائي سعى إلى تقديم النتيجة المفضلة لإسرائيل، وهي نهاية تفاوضية للحرب التي استبعدت الأسد، مع تشكيل الروايات الإعلامية في وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية.

تتضمن ذاكرة التخزين المؤقت مسودة مقال رأي شارك في كتابتها باراك وحرره إبستاين. وحث المقال غير المنشور، الذي يحمل عنوان “الكرملين يحمل المفاتيح”، موسكو على قيادة عملية انتقال سياسي في سوريا مقابل الحفاظ على مصالحها في المنطقة. بينما نيويورك تايمز وبحسب ما ورد رفض نشر المقال، وظهرت نسخة لاحقة في التلغراف في 30 مايو 2013.

كما شارك إبستاين معلومات استخباراتية عن شخصيات أوروبية وأمريكية منخرطة في الدبلوماسية الروسية وقدم نصائح استراتيجية تتعلق بمعاملات باراك التجارية مع الأوليغارشي الروسي فيكتور فيكسلبيرج. وعمل باراك مستشارًا لمجموعة رينوفا التابعة لشركة فيكسلبيرج خلال هذه الفترة، وكان يقدم تقاريره مباشرة إلى مساعد الكرملين يوري أوشاكوف لترتيب اجتماعات مع بوتين، وفقًا لرسائل البريد الإلكتروني.

وفي حين أن المراسلات لا تظهر أن الجهود نجحت في إزالة الأسد، إلا أنها تكشف عن محاولات إسرائيلية لاستخدام قنوات غير رسمية لتشكيل نتيجة الصراع. وشملت هذه الجهود الضغط على إدارة أوباما لاتخاذ موقف أكثر صرامة ضد إيران وسوريا، وفقا للرسائل التي ناقش فيها إبستاين وباراك نهج الإدارة الأمريكية.

إقرأ أيضاً: إبستاين أجبر نساء على ممارسة الجنس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق باراك، على حد زعم الضحية

وتشير الوثائق أيضًا إلى أن إبستين ساعد باراك في الوصول إلى منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في عامي 2013 و2015، حيث أجرى باراك محادثات مغلقة مع كبار المسؤولين الروس بما في ذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف ومحافظ البنك المركزي إلفيرا نابيولينا. وتظهر رسائل البريد الإلكتروني أيضًا أن إبستاين ينصح باراك بشأن كيفية التعامل مع جهات الاتصال الاستخباراتية الإسرائيلية، بما في ذلك الإشارات المشفرة إلى “الرقم 1″، الذي يُفهم أنه رئيس الموساد.

توفي إبستين في عام 2019 أثناء وجوده في الحجز الفيدرالي الأمريكي، في انتظار المحاكمة بتهم الاتجار بالجنس. وحافظ على علاقات وثيقة مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، بما في ذلك باراك، الذي اعترف في السابق بوجود علاقة شخصية ومالية معه.

لسنوات، كانت هناك تكهنات بأن إبستين ربما كان بمثابة مصدر قوة للموساد، باستخدام شبكته العالمية وإمكانية الوصول إلى الفتيات القاصرات لإيقاع وابتزاز السياسيين وقادة الأعمال.


شاركها.