دعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في المملكة المتحدة (AOHR UK) المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى مطالبة المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) بتعميم النشرات الحمراء بأسماء الأشخاص المطلوبين، الأمر الذي يتطلب إصدار 195 الدول الأعضاء في الإنتربول بالقبض على الأشخاص المطلوبين في حال وصولهم إلى بلدانهم. ومن الممكن إصدار مثل هذه الإخطارات بموجب المادة الرابعة من الاتفاقية الموقعة مع مكتب المدعي العام في عام 2004، وهي تشكل خطوة مهمة لضمان أن تنفيذ أوامر الاعتقال لا يقتصر على الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية (124 دولة).

ووجهت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في المملكة المتحدة هذه الدعوة، إذ رحبت بالقرار الذي طال انتظاره للمحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات الاعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت. وقالت المنظمة إن كلا الاسمين يجب أن يكونا على قائمة الإشعارات الحمراء التي سيتم إصدارها.

وقالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان إن قرار إصدار مذكرتي الاعتقال بحق المسؤولين الإسرائيليين هو خطوة أولى نحو إنهاء حالة الإفلات من العقاب التي يتمتع بها السياسيون والقادة العسكريون في دولة الاحتلال منذ عقود بسبب الدعم اللامحدود من الولايات المتحدة ودول أخرى في إسرائيل. أوروبا وأماكن أخرى.

وأضاف أن “هذه الخطوة تمثل أيضًا دحضًا للقادة والسياسيين والإعلاميين في جميع أنحاء العالم الذين يدافعون عن إسرائيل دون أدنى شك ويقدمون لها الدعم الكامل على أساس أنها مجرد تمارس حقها في “الدفاع عن النفس” في غزة”. وأشارت المنظمة العربية لحقوق الإنسان إلى أن معظمها أعلنت اليوم أنها ستفي بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، باستثناء الولايات المتحدة، التي ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية وأدانت أوامر الاعتقال.

وأضافت أن مكتب المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية أصبح الآن حرا في التعامل بسرعة أكبر مع الجرائم المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة، حيث أن قائمة القادة والضباط والجنود المشاركين في إبادة الفلسطينيين طويلة. وأضاف: “كما أن هناك العديد من الملفات الأخرى لدى المدعي العام والتي يجب التعامل معها منذ خضوع فلسطين لولاية المحكمة في يونيو/حزيران 2014. وقد ارتكب العديد من السياسيين وضباط الجيش الإسرائيليين جرائم تدخل في اختصاص المحكمة ويجب محاكمتهم بسرعة”.

يقرأ: نتنياهو يهدد الفلسطينيين في غزة بالحياة أو الموت والدمار

وأوضحت المنظمة أن الملف الأهم والأكثر وضوحا يتعلق بالمستوطنات غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. “إن وجود المستوطنين الإسرائيليين يهدد الوجود الفلسطيني أكثر من أي وقت مضى بعد أن أعلن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أنه يستعد لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية”.

وبحسب المنظمة الحقوقية، فإن بطء الإجراءات والتردد في التعامل مع الملفات المقدمة إلى مكتب المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية منذ يونيو/حزيران 2014، شجع القادة الإسرائيليين على ارتكاب أخطر الجرائم، لشعورهم بالحصانة من أي ملاحقة قضائية. وأضاف: “بعد صدور مذكرتي الاعتقال، نأمل أن تكون هذه بداية حقبة جديدة يتم فيها إصدار المزيد من مذكرات الاعتقال لتعظيم ردع قادة الاحتلال ووقف جرائمهم، وخاصة الإبادة الجماعية المستمرة في غزة”.

كما دعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا كافة الدول التي قدمت الدعم للاحتلال منذ أكثر من عام من الإبادة الجماعية في قطاع غزة، بما في ذلك أعضاء المحكمة الجنائية الدولية، إلى وقف هذا الدعم بكافة أشكاله، وتكريس جهودها لوقف الإبادة الجماعية. حرب الإبادة الجماعية من خلال إجراءات عملية وحاسمة.

وختمت المنظمة كلمتها بالتأكيد على ضرورة تقديم الدعم المالي للمحكمة الجنائية الدولية لتتمكن من تعيين عدد كاف من الموظفين للتعامل مع الملفات المتراكمة. “كما أنه من الضروري دعم موظفي المحكمة وتوفير الحماية لهم في ظل التهديدات غير المسبوقة التي تعرضوا لها، بما في ذلك التنمر الأمريكي الذي يهدف إلى تقويض عمل المحكمة واستخدامها كأداة لخدمة أجنداتها السياسية”. “.


شاركها.