قام المسؤولون الأتراك الذين توسطوا في عملية تبادل السجناء المتوترة بين الولايات المتحدة وروسيا في وقت سابق من هذا الشهر بتنسيق التوقيت للسماح لجو بايدن بمشاهدة التبادل مباشرة على شاشة التلفزيون.

في الأول من أغسطس/آب، نظمت منظمة الاستخبارات الوطنية التركية عملية تبادل 26 معتقلاً من سجون في الولايات المتحدة وألمانيا وبولندا وروسيا ودول أخرى.

ومن بين المفرج عنهم مراسل صحيفة وول ستريت جورنال إيفان غيرشكوفيتش، وضابط البحرية الأمريكية السابق بول ويلان، والمرتزق الألماني ريكو كريجر، والمنشق الروسي إيليا ياشين، وضابط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي فاديم كراسيكوف.

وذكرت مصادر أمنية نقلا عن وسائل إعلام تركية أن اجتماعين عقدا في إسطنبول وأنقرة شارك فيهما ممثلون عن كافة الدول المشاركة لتنسيق العملية.

وذكرت وكالة الأناضول أن “الولايات المتحدة وروسيا اختارتا تركيا مكانا لإجراء عملية التبادل، معربتين عن ثقتهما في تعامل تركيا المنضبط والحذر مع مثل هذه العمليات”.

نشرة إخبارية جديدة من جريدة الشرق الأوسط: القدس ديسباتش

سجل للحصول على أحدث الرؤى والتحليلات حول
إسرائيل وفلسطين، إلى جانب نشرة Turkey Unpacked وغيرها من نشرات MEE

وامتنعت أنقرة عن إصدار أي بيانات، وأجرت العملية برمتها في سرية تامة حتى أصدرت الولايات المتحدة وروسيا بيانا مشتركا بشأن عملية التبادل، التي تعد الأكبر بين البلدين منذ الحرب الباردة.

ويرى المسؤولون الأتراك أن عملية التبادل كانت نجاحا كبيرا، ما يدل على أهمية تركيا في الغرب باعتبارها الدولة الوحيدة في حلف شمال الأطلسي التي تحظى بثقة موسكو.

وكشفت مصادر أمنية أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان طلب في اتصال هاتفي في يوليو/تموز الماضي من رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالين البدء في عملية التبادل في الساعة الخامسة مساء بالتوقيت التركي (2 مساء بتوقيت جرينتش)، ما يسمح لبايدن بمراقبة العملية على الهواء مباشرة.

وقد سهلت تركيا عملية التبادل في مطار إيسنبوغا في أنقرة، والذي تم اختياره لمحيطه الآمن، في حين راقب بايدن العملية بأكملها عبر بث مباشر.

وفي الأول من أغسطس/آب، نقلت سبع طائرات من الولايات المتحدة وألمانيا وبولندا وسلوفينيا والنرويج وروسيا الأفراد إلى تركيا.

وتم نقل بعض السجناء مباشرة بين الطائرات، في حين تم نقل آخرين إلى مناطق محددة.

وذكرت وكالة الأناضول أن “موظفي الاستخبارات الروسية أجروا فحوصات صحية وعمليات تحديد هوية، وقاموا بتغيير ملابس المعتقلين القادمين من روسيا من ملابس السجن إلى الملابس التي قدمتها الولايات المتحدة”.

تم إرسال عشرة سجناء، بينهم طفلان، إلى روسيا، و13 إلى ألمانيا، وثلاثة إلى الولايات المتحدة.

وبعد التبادل، عقد بايدن مؤتمرا صحفيا أعرب فيه شخصيا عن امتنانه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وفي السنوات الأخيرة، سهّلت تركيا العديد من عمليات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا واستضافت محادثات وقف إطلاق النار في الحرب في عام 2022.

شاركها.