الوضع في غزة يشغل واشنطن: اجتماع مرتقب بين ترامب ونتنياهو لمناقشة الهدنة والتهديدات الإقليمية

من المتوقع أن يركز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إحراز تقدم في الهدنة المتوقفة في غزة خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين. يأتي هذا اللقاء في ظل سعي واشنطن لمعالجة مخاوف إسرائيل بشأن حزب الله في لبنان وإيران، في تطورات تشكل تحديًا كبيرًا للأمن الإقليمي. هذا الاجتماع، الذي يُعقد في نادي مار-آ-لاغو في بالم بيتش بولاية فلوريدا، يمثل فرصة حاسمة لتقييم الوضع الراهن واستكشاف سبل جديدة لتحقيق الاستقرار.

## مستقبل الهدنة في غزة: خطة ترامب والتحديات القائمة

أعلنت الولايات المتحدة عن خطة لوقف إطلاق النار في غزة تتضمن عدة مراحل رئيسية. تتضمن الخطة انسحابًا إسرائيليًا من القطاع، وتخلي حركة حماس عن سلاحها، وعدم لعب دور حَكَم في غزة. ومع ذلك، يواجه تنفيذ هذه الخطة عقبات كبيرة، حيث تتهم كل من إسرائيل وحماس الأخرى بخرق بنود الاتفاق.

### المرحلة الانتقالية: إدارة غزة بعد حماس

تسعى واشنطن إلى إنشاء إدارة انتقالية في غزة، تتكون من “مجلس سلام” وهيئة من الخبراء الفلسطينيين، وذلك قبل نشر قوة أمنية دولية مُكلفة بموجب قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صدر في 17 نوفمبر. صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن واشنطن ترغب في تفعيل هذه الإدارة الانتقالية في أقرب وقت ممكن.

ومع ذلك، لا تزال حماس تسيطر على الوضع في غزة، وترفض تسليم أسلحتها أو إعادة بقايا الرهائن الإسرائيليين. في المقابل، تهدد إسرائيل باستئناف العمليات العسكرية إذا لم يتم نزع سلاح حماس بشكل سلمي. على الرغم من تراجع حدة القتال، إلا أن الاشتباكات لا تزال مستمرة، حيث قُتل أكثر من 400 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، في غارات إسرائيلية، بينما قُتل ثلاثة جنود إسرائيليين في هجمات فلسطينية.

## التوترات في لبنان: حزب الله وإعادة بناء القدرات العسكرية

بالتوازي مع جهود تحقيق الاستقرار في غزة، تواجه الولايات المتحدة تحديات في لبنان. يهدف الهدنة التي توسطت فيها واشنطن في نوفمبر 2024 إلى إنهاء أكثر من عام من القتال بين إسرائيل وحزب الله، وتتطلب نزع سلاح الجماعة المدعومة من إيران، بدءًا من المناطق جنوب نهر الليطاني.

على الرغم من أن لبنان أعلن أنه قريب من إكمال هذه المهمة، إلا أن حزب الله يقاوم تسليم أسلحته. وتتهم إسرائيل لبنان بالتقدم البطيء في هذا المجال، وتنفذ غارات شبه يومية في لبنان لمنع حزب الله من إعادة بناء قدراته العسكرية. هذا الوضع يثير مخاوف من تصعيد جديد للتوترات في المنطقة.

## إيران في دائرة الاهتمام: تهديدات محتملة ومفاوضات مستقبلية

تثير أنشطة إيران أيضًا قلقًا كبيرًا. فقد أجرت إيران مناورات صاروخية مرتين هذا الشهر، مما دفع نتنياهو إلى الإشارة إلى أنه سيطرح هذه الأنشطة مع ترامب خلال اجتماعهما. على الرغم من أن إسرائيل لا تسعى إلى مواجهة مع إيران، إلا أنها تتابع التطورات عن كثب.

في السابق، أمر ترامب بشن ضربات أمريكية على المواقع النووية الإيرانية، ولكنه أبدى لاحقًا انفتاحًا على إمكانية التوصل إلى اتفاق مع طهران. هذا التحول في الموقف يعكس تعقيد المشهد الإقليمي، والحاجة إلى إيجاد حلول دبلوماسية لتجنب المزيد من التصعيد.

## أهمية الاجتماع بين ترامب ونتنياهو

يُعد الاجتماع المرتقب بين ترامب ونتنياهو فرصة حاسمة لمناقشة هذه التحديات المتعددة، والبحث عن سبل لتعزيز الاستقرار في المنطقة. من المتوقع أن يركز الحوار على مستقبل الهدنة في غزة، والتهديدات التي يشكلها حزب الله في لبنان، والأنشطة الإيرانية المقلقة.

النجاح في تحقيق تقدم في هذه القضايا يتطلب تعاونًا وثيقًا بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بالإضافة إلى جهود إقليمية ودولية مشتركة. إن تحقيق السلام والاستقرار في غزة ولبنان يتطلب أيضًا التزامًا حقيقيًا من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك حماس وحزب الله، بتنفيذ بنود الاتفاقات المبرمة. هذا اللقاء يمثل نقطة تحول محتملة في مسار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستقبل المنطقة بأكملها.

الهدنة في غزة، والوضع في لبنان، والتوترات مع إيران، كلها قضايا متشابكة تتطلب حلولًا شاملة ومستدامة. الاجتماع بين ترامب ونتنياهو يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف، ولكن الطريق لا يزال طويلاً ومليئًا بالتحديات.

شاركها.