وتقول وزارة الصحة في غزة إن الحرب التي اندلعت بعد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول أدت إلى مقتل أكثر من 41467 شخصا.

ومع بقاء قطاع غزة تحت سيطرة حركة حماس منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، واستخدام المتحاربين عبر التاريخ لأعداد القتلى في سعيهم للحصول على الشرعية، فقد شكك كثيرون في صحة أرقام وزارة الصحة.

وانتقدت إسرائيل البيانات لفشلها في التمييز بين المقاتلين والمدنيين، كما أثار الرئيس الأمريكي جو بايدن تساؤلات حول مصداقيتها في وقت مبكر من الحرب.

لكن العديد من وكالات الأمم المتحدة التي لا تزال تعمل في غزة تقول إن هذه الأرقام موثوقة.

كيف يتم تجميع البيانات وهل يمكن الوثوق بها؟

– جمع البيانات –

ظلت غزة تحت سيطرة حماس منذ أن سحقت حركة فتح منافستها الفلسطينية في عام 2007 في معارك شوارع، بعد فوزها في الانتخابات التشريعية عام 2006. ولم تجر أي انتخابات فلسطينية منذ ذلك الحين.

لكن وزارة الصحة في غزة، مثل غيرها من المؤسسات، موجودة قبل حماس، وليس كل موظفيها موالين لحماس.

يتألف طاقم الوزارة من موظفين مدنيين يخضعون للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحكومة حماس في غزة.

وشاهد مراسلا وكالة فرانس برس في غزة موظفي وزارة الصحة وهم يدخلون الوفيات في قاعدة البيانات.

يتم التعرف على الجثث بمساعدة أحد الأقارب أو الأصدقاء، أو باستخدام أغراضهم الشخصية.

ويتم بعد ذلك إدخال اسم المتوفى وجنسه وتاريخ ميلاده ورقم هويته في قاعدة البيانات الرقمية لوزارة الصحة.

إذا كانت الجثث غير قابلة للتعرف عليها أو لم يطالب بها أحد، يسجل الموظفون الوفاة برقم، مع ملاحظة جميع المعلومات المتاحة.

يتم جمع وتصوير أي علامات مميزة قد تساعد في التعرف على الشخص لاحقًا.

– السجل المركزي –

وفي المستشفيات العامة الخاضعة للإشراف المباشر لحكومة حماس، يتم إدخال “المعلومات الشخصية ورقم الهوية” لكل فلسطيني يقتل خلال الحرب في قاعدة بيانات المستشفى بمجرد الإعلان عن وفاته.

ويتم بعد ذلك إرسال البيانات إلى السجل المركزي للوزارة بشكل يومي.

وبالنسبة للوفيات في المستشفيات والعيادات الخاصة، يتم تسجيل المعلومات على نموذج يجب إرساله إلى الوزارة خلال 24 ساعة لإدراجه في السجل المركزي، بحسب بيان للوزارة.

وأضاف البيان أن مركز المعلومات التابع للوزارة يقوم بعد ذلك بالتحقق من الإدخالات “للتأكد من أنها لا تحتوي على أي تكرارات أو أخطاء”، قبل حفظها في قاعدة البيانات.

كما يتم تشجيع السكان على الإبلاغ عن أي حالة وفاة في أسرهم عبر موقع حكومي مخصص.

– “ارتباط عالي” –

وفي وقت سابق من هذا العام، أجرت منظمة “أيروورز”، وهي منظمة غير حكومية تركز على تأثير الحرب على المدنيين، تحقيقا حللت فيه إدخالات البيانات الخاصة بثلاثة آلاف من القتلى، ووجدت “ارتباطا وثيقا” بين بيانات الوزارة وما أفاد به المدنيون الفلسطينيون عبر الإنترنت، حيث ظهرت 75% من الأسماء المبلغ عنها علناً أيضاً في قائمة الوزارة.

وخلصت الدراسة إلى أن أرقام الوزارة أصبحت أقل دقة مع استمرار الحرب، وهو التطور الذي أرجعته إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية الصحية نتيجة للحرب.

على سبيل المثال، في مستشفى ناصر في جنوب غزة، وهو من المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل جزئياً على الأقل، لا يعمل الآن سوى عدد قليل من أجهزة الكمبيوتر، كما قال مديره عاطف الحوت لوكالة فرانس برس.

وقالت الوزارة إنها لم تتمكن من نشر بيانات لمدة 72 ساعة الأسبوع الماضي بعد مقتل أحد الموظفين الذي كان من مهامه تسجيل الوفيات في غارة جوية.

وانتقدت السلطات الإسرائيلية أرقام الوزارة لفشلها في التمييز بين المقاتلين والمدنيين.

ولكن إسرائيل لم تشكك في الأعداد الإجمالية.

وقالت العديد من هيئات الأمم المتحدة، بما في ذلك الوكالة المكلفة بمساعدة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن أرقام الوزارة ذات مصداقية.

وقال رئيس الوكالة فيليب لازاريني في وقت مبكر من الحرب: “في الماضي ـ خلال دورات الصراع الخمس أو الست في قطاع غزة ـ كانت هذه الأرقام تعتبر ذات مصداقية ولم يشكك أحد حقاً في هذه الأرقام على الإطلاق”.

اندلعت الحرب في غزة بعد الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والذي أسفر عن مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقاً لإحصاء أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قتلوا في الأسر.

بر-ها-كرب-ج-د/لبا/سر/ثعلب

شاركها.