رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية طلبا تقدمت به منظمات المجتمع المدني بإغلاق سجن سدي تيمان سيئ السمعة، والذي ارتكبت فيه انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد المعتقلين الفلسطينيين.

وجاء هذا الطلب في إطار التماس قدمته في شهر مايو/أيار الماضي جمعية حقوق المواطن، وأطباء لحقوق الإنسان، وجيشا، وهاموكيد، ولجنة مناهضة التعذيب.

وذكر بيان لجمعية حقوق المواطن أن الالتماس طالب بإغلاق السجن الواقع في صحراء النقب جنوب إسرائيل على الفور، لكن المحكمة رفضت طلب الإغلاق وحذرت الدولة بدلاً من ذلك من ضرورة الالتزام بالقانون في معاملتها للمعتقلين الفلسطينيين هناك.

وأضافت الجمعية في بيانها: “في هذه الأيام الصعبة، يتعين على المحكمة العليا أيضًا إصدار أحكام يجب أن تكون واضحة – بأن على الدولة الالتزام بالقانون ويُحظر عليها إساءة معاملة المعتقلين”.

وأشارت إلى أن مركز الاحتجاز شهد منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، احتجاز مئات الفلسطينيين في ظروف يرثى لها، بلا أسرّة أو مأوى مناسب.

وأضافت أن “الأدلة الدامغة تشير إلى الانتهاكات الجسدية والنفسية (التي يمارسها جنود الاحتلال)، بما في ذلك ربط أيدي المعتقلين في أوضاع مؤلمة، وإجراء العمليات الجراحية دون تخدير، وتركهم معصوبي الأعين لفترات طويلة، والضرب، والإهمال الطبي الشديد”.

يقرأ: محامٍ يزور “معسكر الموت” الإسرائيلي ويروي قصة مروعة عن اغتصاب المعتقلين الفلسطينيين

وأكدت تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية ودولية وجود حالات واسعة من التعذيب والانتهاكات بحق المعتقلين الفلسطينيين داخل السجن، وجميعهم من غزة.

سجن سديه تيمان معروف بتقارير التعذيب وسوء معاملة الفلسطينيين (يارا رمضان/وكالة الأناضول)

في أواخر يوليو/تموز، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرة جنود إسرائيليين بتهمة الاعتداء على معتقل فلسطيني من قطاع غزة. وأظهرت لقطات مسربة الجنود وهم يأخذون المعتقل إلى جانب غرفة ويخفونه أثناء اغتصابه. وقد توفي المعتقل لاحقا متأثرا بجراحه.

وبعد ضجة بين أعضاء الكنيست والجمهور الإسرائيلي، تم إطلاق سراح بعض الجنود، وفي 13 أغسطس/آب، أفرجت محكمة عسكرية عن الجنود الخمسة المتبقين ووضعتهم قيد الإقامة الجبرية.

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتحدث منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية والفلسطينية والدولية عن تدهور الأوضاع في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة في سدي تيمان.

وفي يوليو/تموز، طالب النائب العام الإسرائيلي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإغلاق معسكر الاعتقال “فورًا” في أعقاب الالتماس الذي تقدمت به جماعات حقوق الإنسان.

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، اعتقلت قوات الاحتلال آلاف المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم النساء والأطفال والعاملين في مجال الصحة والدفاع المدني. وتظهر الصور القادمة من غزة كيف تم اعتقالهم وتجريدهم من ملابسهم في الأماكن العامة ثم اقتيادهم إلى مكان آخر.

وعلى مدار الأشهر القليلة الماضية، أفرج الجيش عن عشرات الأسرى الفلسطينيين من غزة على دفعات منفصلة، ​​وكان معظمهم يعانون من تدهور حالتهم الصحية، ويبدو عليهم علامات التعذيب والإهمال الطبي.

شاركها.