حكم على رجل يهودي أمريكي بالإعدام في جمهورية الكونغو الديمقراطية بسبب تورطه المزعوم في محاولة انقلاب فاشلة، مما أثار الجدل ونظريات المؤامرة المزعومة حول اتصالات محتملة مع وكالة الاستخبارات الإسرائيلية الموساد.

كان بنيامين روبن زلمان بولون، وهو من مواليد واشنطن العاصمة وأب لثلاثة أطفال، واحدًا من 37 فردًا حكمت عليهم محكمة عسكرية في كينشاسا بالإعدام بسبب أدوارهم في الانقلاب الفاشل في 19 مايو. كانت محاولة الانقلاب، التي قادها كريستيان مالانجا، بائع السيارات المستعملة وعامل مناجم الذهب، تهدف إلى الإطاحة بحكومة الرئيس فيليكس تشيسكيدي.

وفي خضم الإجراءات القانونية، تداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي صورًا تزعم أن زلمان بولون كان على صلة بوكالة المخابرات المركزية والموساد. وتنبع هذه المزاعم من صورة تظهر زلمان بولون ومالانغا خارج متجر جولان للتجسس، وهو متجر لمعدات التكنولوجيا والأمن في تل أبيب.

وأسفرت محاولة الانقلاب الفاشلة، التي تم بث أجزاء منها على الهواء مباشرة، عن مقتل ستة أشخاص. الإذاعة الوطنية العامة وتشير التقارير إلى أن زلمان بولون كان موجودًا في القصر الرئاسي قبل أن يُقتل مالانجا برصاص الجيش الكونغولي. وقد ألقي القبض على زلمان بولون واثنين من الأميركيين الآخرين على ضفاف نهر الكونغو أثناء محاولتهم الفرار.

خلال المحاكمة، زعم المتهمون أنهم أُرغموا على المشاركة في الانقلاب تحت تهديد السلاح. وكشفت لقطات عُرضت خلال جلسات الاستماع عن الظروف الوحشية التي اعتقلوا فيها، حيث ظهر في أحد مقاطع الفيديو زلمان بولون عارياً على متن قارب نهري بينما أطلق جنود النار على رجل حاول الفرار سباحة.

ولم تعلن وزارة الخارجية الأميركية أن زلمان بولون والأميركيين الآخرين محتجزون ظلماً، الأمر الذي يجعل تدخل الحكومة الأميركية أمراً غير مرجح. وأدانت السفيرة الأميركية لدى جمهورية الكونغو الديمقراطية لوسي تاملين الانقلاب وتورط مواطنين أميركيين فيه، وتعهدت بالتعاون مع السلطات الكونغولية في تحقيقاتها.

وبموجب القانون الكونغولي، يحق للمدانين خمسة أيام لاستئناف أحكامهم. وأعادت جمهورية الكونغو الديمقراطية فرض عقوبة الإعدام العام الماضي، منهية بذلك وقفا دام عقودا من الزمان، في ما وصفته الحكومة بأنه جهد لاستئصال “الخيانة”.

إن الدور الذي لعبته الموساد الإسرائيلية في الانقلابات التي شهدتها أفريقيا والشرق الأوسط يشكل مصدراً مستمراً للتكهنات. فخلال الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، يُزعم أن الموساد لعب دوراً في الإطاحة بعدة حكومات، بما في ذلك حكومة باتريس لومومبا في الكونغو، كجزء من استراتيجية إسرائيل في أفريقيا لتثبيت أنظمة موالية لها كقوة موازنة للقومية العربية.

يقرأ: هل تتغذى حرب العصابات المؤيدة لإسرائيل على الإنترنت على خلفية اتهامات معاداة السامية في حزب العمال؟

شاركها.