رحبت السلطة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بمذكرات الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق على خلفية حرب غزة.
وقالت السلطة الفلسطينية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية “وفا”، إن “دولة فلسطين رحبت بقرار” إصدار مذكرة الاعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.
وقالت المحكمة الجنائية الدولية إنها وجدت “أسبابا معقولة” للاعتقاد بأن نتنياهو وجالانت يتحملان “مسؤولية جنائية” عن جريمة الحرب المتمثلة في التجويع كوسيلة للحرب، فضلا عن الجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد وغيرها من الأعمال اللاإنسانية.
وقال البيان الفلسطيني إن “قرار المحكمة الجنائية الدولية يمثل الأمل والثقة في القانون الدولي ومؤسساته”، وحث الدول الأعضاء في المحكمة على قطع “الاتصالات والاجتماعات” مع نتنياهو وجالانت – الذي أقاله رئيس الوزراء الإسرائيلي في وقت سابق من هذا الشهر.
ولم يشر بيان السلطة الفلسطينية، التي تتمتع بسيطرة إدارية جزئية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، إلى مذكرة الاعتقال التي صدرت يوم الخميس ضد القائد العسكري لحركة حماس محمد ضيف بشأن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وقالت إسرائيل إنها قتلت الضيف في غزة في يوليو/تموز الماضي، لكن حماس لم تؤكد مقتله.
وبالمثل، لم تذكر المجموعة، في بيانها الخاص بشأن قرار المحكمة الجنائية الدولية، الضيف.
وقالت حماس إن أوامر الاعتقال بحق القادة الإسرائيليين كانت “خطوة مهمة نحو العدالة ويمكن أن تؤدي إلى إنصاف الضحايا بشكل عام”.
وقال عضو المكتب السياسي للتجمع باسم نعيم، “لكنها تبقى محدودة ورمزية إذا لم تحظى بدعم كافة دول العالم بكافة الوسائل”.
– “مجازر” –
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس حول مذكرة اعتقال الضيف، قال مسؤول في حماس طلب عدم الكشف عن هويته إنه “لا توجد مقارنة بين المحتل المجرم والضحية”.
وأشار الفلسطينيون الذين تم اقتلاعهم من منازلهم في غزة إلى أن أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية لن تحدث فرقا في معاناتهم.
وقال يوسف أبو حويشل، داخل ملجأ واه ذي أرضية ترابية في وسط غزة، “من المهم أن نرى أحداً يتحدث علناً عن هذه المجازر والشعب المضطهد”، لكن “لا تزال هناك الولايات المتحدة” التي تدعم إسرائيل.
وفي نفس المخيم في الزوايدة قال حسن حسن إنه على يقين أن “القرار لن ينفذ لأنه لم ينفذ أي قرار لصالح القضية الفلسطينية”.
وأدت حرب غزة، التي اندلعت بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، إلى مقتل 1206 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وتم احتجاز حوالي 250 رهينة خلال الهجوم، ولا يزال 97 رهينة محتجزين في غزة، من بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وأدت الحملة العسكرية الانتقامية الإسرائيلية إلى مقتل ما لا يقل عن 44056 شخصًا خلال أكثر من 13 شهرًا من الحرب، معظمهم من المدنيين، وفقًا لأرقام وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تحكمه حماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.