العراق يستدعي دبلوماسيا بريطانيا بسبب تصريحات ترسم “صورة قاتمة” للبلاد

استدعت السلطات العراقية القائم بالأعمال البريطاني بسبب تعليقات أدلى بها السفير البريطاني بشأن الحالة الأمنية في البلاد، والتي قالت الحكومة إنها رسمت “صورة قاتمة”.

حذر السفير البريطاني في العراق ستيفن هيتشين، خلال حديثه لقناة رووداو التلفزيونية المملوكة للأكراد يوم الخميس، من أن الحكومة تواجه صعوبات هائلة في دمج قوات الحشد الشعبي تحت سيطرة الدولة.

وقال إن “التحدي الذي تواجهه الحكومة العراقية هو كيفية التعامل مع الميليشيات.. قرار إدخال الميليشيات إلى الحكومة منطقي، ولكن إذا كان أحد أفراد الحشد الشعبي يتلقى رواتب فيجب عليه أيضا قبول الأوامر”.

“ليس من حق الجندي أن يقول: سأتبع هذا الأمر، ولكن ليس هذا الأمر. هذا ليس طبيعياً. وليس منطقياً”.

وأضاف أنه تلقى تهديدات بنفسه، دون أن يوضح المصدر.

وفي وقت سابق الأحد، ردت الحكومة العراقية على تعليقات هيتشين، حيث قالت وزارة الخارجية إن “تصريحاته تطرقت إلى القضية الأمنية والسياسية بطريقة تعكس صورة قاتمة عن العراق وحكومته ومكوناته”.

واتهمه البيان بـ”التدخل” في شؤون البلاد، وقال إن ذلك يتجاوز واجباته كدبلوماسي.

تم تشكيل قوات الحشد الشعبي في عام 2014 بعد دعوة من المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني ردًا على هجوم تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق.

وفي حين تم تشكيل بعض الجماعات التي تقع تحت لواء قوات الحشد الشعبي حديثا، فإن أقواها كانت، ولا تزال، جماعات مسلحة راسخة تدعمها إيران والتي اتُهمت بانتهاكات حقوق الإنسان والجريمة المنظمة والعنف الطائفي والاختطاف.

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول، صعدت هذه الجماعات أيضاً من هجماتها على المصالح الأميركية والبريطانية في مختلف أنحاء العراق، بسبب دعم البلدين للهجوم على الفلسطينيين.

وفي تصريحاته يوم الخميس، قال هيتشين إن الوضع الأمني ​​المستمر يجعل من الصعب على الشركات البريطانية العمل في العراق، قائلاً إنها بحاجة إلى “بيئة آمنة ودولة قانون”.

وأوضح أن “هناك بعض الشركات من دول أخرى قد تزدهر في بيئات فوضوية: الرشوة والتهديدات والميليشيات. هذه ليست بيئتنا الطبيعية. لذا، إذا أراد العراق الاستثمار من الدول الغربية، فإنه يعتمد بشكل كبير على حماية الاستثمار”.