تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، بتكثيف محادثات السلام في غزة، وذلك خلال لقاء مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بهدف إنقاذ المفاوضات.

وتأتي زيارة بلينكن للقاهرة بعد ساعات من موجة التفجيرات المميتة التي استهدفت حزب الله في لبنان، والتي أدت إلى تعقيد محادثات غزة بشكل أكبر.

وهذه هي الزيارة العاشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل عام تقريبا. ولم تشمل رحلته أي محطات إقليمية أخرى، بما في ذلك إسرائيل.

وقال مكتب السيسي في أعقاب الاجتماع الذي استمر 90 دقيقة إن الرجلين ناقشا “سبل تكثيف الجهود المشتركة بين مصر والولايات المتحدة وقطر لتحقيق تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمعتقلين”.

ودعا السيسي أيضا إلى “التدخل الحاسم لإزالة العوائق أمام دخول كميات ضخمة من المساعدات” إلى غزة و”إنهاء الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية”، حسب البيان.

تصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة منذ اندلاع الحرب في غزة، حيث نفذت إسرائيل غارات واسعة النطاق في الأسابيع الأخيرة.

وقبل الاجتماع، قال مسؤولون أميركيون في أحاديث خاصة إنهم لا يتوقعون أي اختراقات في القاهرة، رغم أن بلينكن سيسعى إلى مواصلة الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر يوم الثلاثاء “إنه سيلتقي مسؤولين مصريين لمناقشة عدد من الأمور، لكن جدول الأعمال يتركز على كيفية الحصول على اقتراح نعتقد أنه سيضمن الموافقة من الطرفين”.

ورفض ميلر “تحديد جدول زمني لتقديم هذا الاقتراح”، قائلا إن واشنطن تريد “اقتراحاً يحصل على موافقة”.

“من المهم جدًا أن نتوقف عن المساومة ذهابًا وإيابًا.”

– المساعدات العسكرية الامريكية –

وتقول مصادر أميركية إن هناك نقطتي خلاف رئيسيتين في المفاوضات: ممر فيلادلفيا على طول الحدود بين مصر وغزة الذي ترفض إسرائيل الانسحاب منه، والتفاصيل المحيطة بإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل بعد أن قدمت حماس مطالب جديدة.

وصل بلينكن إلى القاهرة بعد أن انفجرت مئات من أجهزة الاتصال التي يستخدمها أعضاء حزب الله في وقت واحد تقريبًا في جميع أنحاء لبنان يوم الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة ما لا يقل عن 2800 آخرين، في انفجارات ألقت الجماعة المسلحة المدعومة من إيران باللوم فيها على إسرائيل.

ولم تعلق إسرائيل على الانفجارات.

قبل ساعات من الهجوم، قالت إسرائيل إنها توسع أهداف الحرب التي اندلعت بسبب هجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول لتشمل قتال حزب الله.

وقال مكتب السيسي في بيانه إن الرئيس “أكد دعم مصر للبنان في مواجهة الهجوم الإلكتروني الذي تعرض له”.

ومن المتوقع أن يناقش بلينكين خلال زيارته للقاهرة تعزيز العلاقات الأمريكية المصرية.

وتواجه مصر اتهامات متكررة بانتهاكات حقوق الإنسان، لكنها تظل شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة، وفي الأسبوع الماضي قررت واشنطن الإفراج عن 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية دون إرفاق شروط تتعلق بالحقوق، على عكس ما حدث في عام 2023.

ومن المقرر أن يتوجه بلينكين بعد القاهرة إلى باريس لإطلاع نظرائه الفرنسيين والبريطانيين والإيطاليين على التطورات.

شاركها.