اتهم السفير الإسرائيلي الجديد لدى الأمم المتحدة الهيئة العالمية بقصف بلاده بانتقادات غير عادلة وغير متناسبة منذ هجوم السابع من أكتوبر، مما جعل البلاد تشعر بالخيانة.

تتهم إسرائيل منذ عقود هيئات الأمم المتحدة المختلفة بالتحيز ضدها، وهو الأمر الذي تنفيه هذه الهيئات.

وقال السفير دانييل ميرون في مقابلة مع وكالة فرانس برس الثلاثاء “نشعر أن الأمم المتحدة خانت إسرائيل”، في الوقت الذي أدى فيه القتال مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان إلى زيادة المخاوف من اندلاع صراع أوسع في الشرق الأوسط.

وقال ميرون إن بلاده تسعى منذ فترة طويلة “لإيجاد طريقة للعمل مع الأمم المتحدة، على الرغم من انتقاداتنا المستمرة”.

وأضاف “كنا نود أن نستمر في ذلك، لكن الآن لم يعد لدينا أي ثقة في الأمم المتحدة”.

وقال ميرون إن كل شيء تغير بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول والذي أشعل شرارة الحملة القاتلة في غزة، إلى جانب التصعيد في الضربات مع حزب الله والتي تهدد بإطلاق العنان لحرب شاملة في لبنان.

واتهمت المحاكم والمجالس والوكالات والموظفون المرتبطون بالأمم المتحدة إسرائيل باستخدام القوة غير المتناسبة في عمليتها الانتقامية في غزة، بما في ذلك اتهامات بارتكاب “جرائم حرب” و”إبادة جماعية”.

لكن ميرون، الذي تولى في يوليو/تموز منصب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف، أكد أن الإدانة لأعمال حماس “البربرية” كانت أقل بكثير.

وانتقد بشدة “المساواة الأخلاقية” بين إسرائيل و”منظمة إرهابية”.

وأضاف أن الأمم المتحدة “خانت إسرائيل، وفي أسوأ وقت، وهو أسوأ حدث حدث لدولة إسرائيل منذ إنشائها في عام 1948”.

– 'مقيد' –

كما رفض الإدانة من داخل منظومة الأمم المتحدة بشأن تصعيد الغارات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف حزب الله في لبنان، والتي أسفرت في غضون أيام عن مقتل المئات، معظمهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة اللبنانية.

وتساءل ميرون “أين كان العالم لمدة 12 شهرا؟”، مشيرا إلى أن الجماعة المسلحة المدعومة من إيران وإسرائيل تتبادلان إطلاق النار بشكل يومي تقريبا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مما منع 70 ألف نازح من العودة إلى منازلهم في شمال إسرائيل.

وقال “لقد تم تقييدنا الآن لمدة 12 شهرا، ولكن… الحياة في شمال إسرائيل يجب أن تعود إلى ما كانت عليه”.

وجدد تأكيد إسرائيل أنها “تفعل كل ما في وسعها لتجنب” ضرب الأهداف المدنية، متهما حزب الله “باستخدام المدنيين في لبنان كدروع بشرية”.

وأضاف “إنهم يريدون منا أن نطلق النار ونضرب المدنيين حتى يتم تحميلنا مسؤولية قتل المدنيين”.

أدى هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية تشمل الرهائن الذين قتلوا في الأسر.

من بين 251 رهينة اختطفهم المسلحون، لا يزال 97 محتجزين في غزة، بما في ذلك 33 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.

وأسفر الهجوم العسكري الإسرائيلي الانتقامي عن مقتل 41495 شخصا على الأقل في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقا للأرقام التي قدمتها وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس. ووصفت الأمم المتحدة هذه الأرقام بأنها موثوقة.

شاركها.