حُكم على رجل بريطاني بالسجن لإرساله فتاة صغيرة إلى العراق للخضوع لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث)، مما يمثل قضية بارزة في جهود المملكة المتحدة للقضاء على هذه الممارسة غير القانونية. وأُدين الرجل، الذي تم حجب هويته لحماية هوية الفتاة، بتسهيل هذا العمل الهمجي، الذي لا يزال غير قانوني في كل من المملكة المتحدة والعراق.

واستمعت المحكمة إلى أن الرجل رتب لنقل الفتاة إلى العراق، حيث خضعت لهذا الإجراء، وهو الفعل الذي تركها تعاني من صدمة جسدية ونفسية شديدة. وفتحت السلطات البريطانية تحقيقا بعد عودة الفتاة، وأكدت الأدلة الطبية أنها خضعت لعملية ختان. وبعد إجراء تحقيق شامل، تم القبض على الرجل ومحاكمته وإدانته بتهم القسوة على الأطفال والجرائم المتعلقة بختان الإناث.

سابقة قانونية هامة

تمثل هذه القضية علامة بارزة في حملة المملكة المتحدة ضد تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، وهي ممارسة تم حظرها في البلاد منذ عام 1985. وعلى الرغم من ذلك، استمرت حالات إرسال الفتيات الصغيرات إلى الخارج للخضوع لهذا الإجراء، لا سيما داخل مجتمعات معينة حيث يتم تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بشكل كبير. جزءا لا يتجزأ من الممارسة الثقافية.

ويُنظر إلى الإدانة على أنها تقدم كبير في تقديم أولئك الذين يسهلون مثل هذه الأعمال أو يشاركون فيها إلى العدالة. وقد كررت سلطات المملكة المتحدة التزامها بضمان عدم تعرض أي فتاة أو امرأة لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، وأن المسؤولين عن ذلك سيواجهون القوة الكاملة للقانون.

موقف الحكومة ضد ختان الإناث

تنتهج حكومة المملكة المتحدة سياسة عدم التسامح مطلقًا بشأن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، وهذه الحالة بمثابة تحذير لأولئك الذين قد يفكرون في إرسال الفتيات إلى الخارج لهذه الممارسة. تشمل الجهود المبذولة لمكافحة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في المملكة المتحدة رفع مستوى الوعي العام، وتقديم الدعم للناجيات، وإنفاذ قوانين صارمة ضد المشاركين في تنفيذ الإجراء أو تسهيله.

آثار أوسع

على الصعيد العالمي، يؤثر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية على ملايين الفتيات والنساء كل عام، مع ما يترتب على ذلك من آثار صحية مدمرة. وقد أدانت الأمم المتحدة ومختلف منظمات حقوق الإنسان هذه الممارسة باعتبارها انتهاكًا لحقوق النساء والفتيات. إن الحكم الذي أصدرته المملكة المتحدة هو جزء من جهد دولي أوسع لإنهاء تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وحماية حقوق النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم.

وقد رحب النشطاء ضد تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بالحكم، ووصفوه بأنه خطوة إلى الأمام في حماية الفتيات المستضعفات وإرسال رسالة قوية مفادها أنه لن يتم التسامح مع أعمال العنف هذه ضد النساء والفتيات.

يقرأ: أم سعودية تحول دروس اللغة العربية بلعبة الخط

شاركها.