حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، من خطر توسع حرب غزة إقليميا بشكل “يصعب تصوره”. وكالة الأناضول التقارير.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن الجانبين بحثا خلال اجتماع في العلمين شمالي مصر جهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
وأضاف البيان أن الجانبين تبادلا وجهات النظر حول نتائج الجولة الأخيرة من محادثات وقف إطلاق النار في غزة في قطر، وسبل تحقيق تقدم في الجولة المقبلة من المحادثات في القاهرة هذا الأسبوع.
وأطلع بلينكن الزعيم المصري على نتائج زيارته لإسرائيل، وأكد التزام الولايات المتحدة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بحسب البيان.
كما التقى الدبلوماسي الأمريكي الكبير مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي أعرب عن أمله في أن تشهد الجولة المقبلة من محادثات وقف إطلاق النار “إرادة سياسية إسرائيلية حقيقية لإنهاء حرب غزة”.
وأضاف بحسب بيان لوزارة الخارجية “إن هذا هو السبيل الوحيد لإنهاء المعاناة الإنسانية في قطاع غزة ومنع تفاقم الوضع الإقليمي وخروجه عن السيطرة”.
رأي: الولايات المتحدة ليست وسيطًا موثوقًا به لوقف إطلاق النار، بل هي شريكة في الإبادة الجماعية
ودعا إلى إيجاد “حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، وضمان إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
من جانبه، قال بلينكن إنه يتفق مع الرؤية المصرية الساعية إلى التوصل إلى وقف سريع لإطلاق النار في غزة.
وذكر البيان أن الجانبين اتفقا على “استمرار التنسيق والتشاور الوثيق في الفترة المقبلة بشأن دعم جهود الوساطة في أزمة غزة واحتواء التصعيد الإقليمي”.
ومن المقرر أن يتوجه بلينكين إلى قطر في وقت لاحق من اليوم لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار في غزة مع كبار المسؤولين القطريين.
وصل بلينكن إلى إسرائيل، الأحد، في زيارته التاسعة للمنطقة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بهدف تعزيز الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة واتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.
اختتمت محادثات وقف إطلاق النار في غزة في قطر، الجمعة، بتقديم “اقتراح يضيق الفجوات” بين إسرائيل وحماس، وهو ما يتفق مع المبادئ التي حددها بايدن في 31 مايو/أيار.
وقال بايدن في مايو/أيار إن إسرائيل قدمت اتفاقا من ثلاث مراحل من شأنه أن ينهي الأعمال العدائية في غزة ويضمن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع الساحلي. وتتضمن الخطة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وإعادة إعمار غزة.
لكن حماس اتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد بوضع شروط جديدة في وقف إطلاق النار في غزة ومقترح تبادل الأسرى الذي تم طرحه خلال محادثات الدوحة.
وقالت حماس في بيان لها إن “المقترح الجديد يلبي شروط نتنياهو واصطفافاته معها، وخاصة رفضه وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وإصراره على استمرار احتلال مفترق نتساريم (الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه) ومعبر رفح وممر فيلادلفيا (في الجنوب)”.
وأضافت أن “الرئيس وضع شروطاً جديدة في ملف تبادل الاستضافة وتراجع عن شروط أخرى، وهو ما يعرقل إتمام الصفقة”.
منذ أشهر، تحاول الولايات المتحدة وقطر ومصر التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس لضمان تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. لكن جهود الوساطة تعثرت بسبب رفض نتنياهو تلبية مطالب حماس بوقف الحرب.
واصلت إسرائيل هجومها الوحشي على قطاع غزة في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، على الرغم من قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 40,170 فلسطينياً، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 92,740 آخرين، وفقاً للسلطات الصحية المحلية.
أدى الحصار المستمر على غزة إلى نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والأدوية، مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من المنطقة.
وتتهم محكمة العدل الدولية إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، حيث أمرت المحكمة في حكمها الأخير إسرائيل بوقف عمليتها العسكرية على الفور في مدينة رفح الجنوبية، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني من الحرب قبل غزوها في السادس من مايو/أيار.
يقرأ: حماس ترفض “الشروط الجديدة” التي وضعتها إسرائيل في اتفاق الدوحة المقترح
