دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم الخميس، إلى عقد مؤتمر للسلام بشأن الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وذلك في كلمة ألقاها أمام زعماء عرب ودبلوماسيين عرب في منتدى في بكين.
وتستضيف الصين هذا الأسبوع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعديد من الزعماء العرب الآخرين في منتدى من المتوقع أن تجري فيه مناقشات حول الحرب في غزة.
وفي كلمته أمام الوفود صباح الخميس، قال شي إن الصين تدعم عقد مؤتمر سلام “واسع النطاق” لحل الصراع.
وقال شي إن “الشرق الأوسط أرض تتمتع بآفاق واسعة للتنمية، لكن الحرب لا تزال مشتعلة فيها”.
وأضاف “لا ينبغي أن تستمر الحرب إلى ما لا نهاية. ويجب ألا تغيب العدالة إلى الأبد”.
وقال شي أيضا إن الصين “تدعم العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، وتدعم عقد مؤتمر سلام دولي أكثر اتساعا وموثوقية وفعالية”.
وتدعو الصين، التي تتمتع بعلاقات جيدة مع إسرائيل، منذ عقود إلى حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال شي خلال لقاء مع السيسي يوم الأربعاء إنه “يشعر بألم عميق” بسبب الوضع “الخطير للغاية” في غزة، حيث تقول وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس إن 36171 شخصا، معظمهم من المدنيين، قتلوا.
وقال شي “إن المهمة ذات الأولوية القصوى الآن هي وقف فوري لإطلاق النار، من أجل تجنب امتداد الصراع، والتأثير على السلام والاستقرار الإقليميين، و… لمنع حدوث أزمة إنسانية أكثر خطورة”.
وأضاف أن الصين مستعدة للعمل مع مصر المجاورة لغزة وإسرائيل “للدفع من أجل التوصل إلى تسوية مبكرة وشاملة وعادلة ودائمة للقضية الفلسطينية”.
– ‘فرصة ذهبية’ –
وفي السنوات الأخيرة، سعت الصين إلى بناء علاقات أوثق مع الدول العربية. وفي العام الماضي، توسطت في انفراج بين المملكة العربية السعودية وعدوها القديم إيران.
واستضافت الصين أيضا الحركتين الفلسطينيتين المتنافستين حماس وفتح الشهر الماضي لإجراء “محادثات متعمقة وصريحة بشأن تعزيز المصالحة بين الفلسطينيين”.
ويقول محللون إن الصين تسعى إلى الاستفادة من الحرب في غزة لتعزيز مكانتها في المنطقة، وتأطير جهودها لإنهاء هذا الصراع في مواجهة التقاعس الأمريكي الواضح.
وقال كاميل لونس الزميل السياسي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية لوكالة فرانس برس إن “بكين تعتبر الصراع الدائر فرصة ذهبية لانتقاد معايير الغرب المزدوجة على الساحة الدولية والدعوة إلى نظام عالمي بديل”.
وأضافت: “عند الحديث عن الحرب في غزة، فإنه يتحدث … إلى جمهور أوسع، ويضع الصراع في إطار المعارضة بين الغرب والجنوب العالمي”.
وأشاد شي يوم الخميس “بإحساسه العميق بالتقارب” مع العالم العربي.
وكان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من بين مجموعة من القادة الإقليميين والدبلوماسيين الذين حضروا المنتدى هذا الأسبوع.
وقال شي إن الصين ستسعى إلى تعميق التعاون مع المنطقة في مجال الطاقة.
وأضاف أن “الصين ستواصل تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الجانب العربي في مجال النفط والغاز، ودمج أمن الإمدادات مع أمن السوق”.
وأضاف أن “الصين مستعدة للعمل مع الجانب العربي في مجال البحث والتطوير في مجال تكنولوجيا الطاقة الجديدة وإنتاج المعدات”.