أعرب هوارد كاتون، الرئيس التنفيذي للمجلس الدولي للممرضات (ICN)، عن مخاوف جدية بشأن المخاطر المتصاعدة التي تواجه العاملين في مجال الرعاية الصحية في لبنان، وقارن ذلك بالعنف الذي يعاني منه زملاؤهم في غزة.وكالة الأناضول التقارير.

في مقابلة مع الأناضولوشدد كاتون على أن المتخصصين في الرعاية الصحية في لبنان يشعرون بنفس المخاوف التي يشعر بها أولئك في غزة، حيث يلوح خطر الصراع على مستشفياتهم ومنشآتهم الصحية.

وقال كاتون: “لقد رأوا ما حدث في غزة، وبالطبع يخشون أن يتكرر ذلك في لبنان”، مشددا على ضرورة منع مثل هذا الدمار من الانتشار.

وشدد على الضرورة الملحة للمناقشات الجارية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث يجتمع قادة العالم والجهات الفاعلة الدولية.

وشدد كاتون على أنه يجب على المجتمع الدولي إعطاء الأولوية لإيجاد حلول سياسية لمنع المزيد من الضرر للعاملين في مجال الرعاية الصحية والمدنيين. وأضاف: “لا يمكن أن نسمح بتكرار ذلك في لبنان، ولهذا السبب فإن الاجتماعات التي تعقد الآن في نيويورك مهمة للغاية”.

ظروف مروعة للعاملين في مجال الرعاية الصحية

ووصف كاتون الظروف “المروعة” التي يعاني منها العاملون في مجال الرعاية الصحية في غزة، ورسم صورة قاتمة للأضرار الجسدية والعقلية التي يتحملها المرضى والطاقم الطبي.

ووفقا لكاتون، فإن الممرضات في مناطق النزاع مثل غزة ولبنان يتعاملن مع إصابات مروعة، بما في ذلك الكسور المعقدة وبتر الأطراف والصدمات الشديدة الناجمة عن الانفجارات.

وأضاف: “إنهم يعتنون (…) بالأشخاص المصابين بجروح ناجمة عن الانفجارات أو المحاصرين في المباني، والأطراف التي تحتاج إلى بتر، وفقدان العيون، والكسور، وكسور العظام المعقدة، والجروح العميقة أيضاً”، مضيفاً أن الممرضات وكثيراً ما يضطرون إلى العمل في مرافق مؤقتة مع محدودية فرص الحصول على المعدات والأدوية الأساسية.

بالإضافة إلى الخسائر الجسدية، سلط كاتون الضوء على الضغط الشديد على الصحة العقلية لكل من المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية. وأوضح أن “الأشخاص الذين ربما فقدوا أسرهم بأكملها أو أطفالهم أو أصدقائهم يعانون من صدمات نفسية عميقة، بالإضافة إلى إصاباتهم الجسدية”.

ويواجه الممرضون أيضًا صدماتهم الخاصة حيث يواصلون العمل تحت التهديد المستمر بالهجوم، وغالبًا ما يبحثون عن مأوى في المباني والأقبية المتضررة. وقال: “هذه الصدمة ليست فقط للأشخاص المصابين والذين يتلقون العلاج، ولكن أيضًا للممرضات والعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يحاولون فقط القيام بعملهم بأفضل ما في وسعهم لتوفير الرعاية الصحية والشفاء للناس”.

الهجمات على مرافق الرعاية الصحية: مصدر قلق عالمي متزايد

أحد أكثر مخاوف كاتون إلحاحًا هو الزيادة المثيرة للقلق في الهجمات على مرافق الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم. وأشار إلى أن هذه الهجمات أصبحت أكثر تكرارا وانتشارا خلال السنوات الثلاث الماضية.

وعلى الرغم من صعوبة تأكيد الأرقام الدقيقة، فمن المعتقد أن أكثر من 1000 من العاملين في مجال الرعاية الصحية، بما في ذلك الممرضات، لقوا حتفهم في مثل هذه الحوادث. وقد أبلغت وزارة الصحة الفلسطينية عن وفاة 260 ممرضاً وممرضة فقط.

وانتقد كاتون تطبيع هذه الهجمات، مشيراً إلى أنها تُستخدم بشكل متزايد كجزء من الاستراتيجيات العسكرية.

يقرأ: رئيس الوزراء اللبناني يحث الأمم المتحدة على تقديم الدعم وسط القصف الإسرائيلي

“يقول لنا العديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية إن ما يقلقهم حقًا هو الوضع الحالي (…) هجماته على مرافق الرعاية الصحية، وعلى العاملين في مجال الرعاية الصحية. يبدو الأمر وكأن الأمر أصبح طبيعيًا، هناك بعض التطبيع، وهو أمر متعمد، بحيث يتم مهاجمة العاملين الصحيين والمرافق الصحية كجزء من استراتيجية عسكرية، مما يؤدي بعد ذلك إلى خلق الخوف والترهيب لثني الناس عن طلب الرعاية الصحية.

وشدد على أن هذه الهجمات لا تشكل انتهاكًا للقانون الدولي فحسب، ولكنها أيضًا اعتداء مباشر على مبادئ الرعاية الصحية نفسها. وحث كاتون على إجراء تحقيقات شاملة وفرض عقوبات لمعالجة هذه القضية المتصاعدة.

نقص المساعدات الإنسانية

وفي ضوء هذه الهجمات، دعا المؤتمر الدولي للمشاعر إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى تحسين الوصول إلى المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية والمعدات الأساسية.

وأعرب كاتون عن إحباطه إزاء بطء وتيرة توصيل المساعدات، موضحًا أن تقييد الوصول يترك العاملين في مجال الرعاية الصحية بدون الموارد التي يحتاجون إليها لإنقاذ الأرواح. ما نحتاج إلى رؤيته أيضًا هو تحسين وصول المساعدات الإنسانية والمعدات الطبية والأدوية أيضًا.

“إن الممرات، الممرات التي تدخل من خلالها المساعدات، غالباً ما تكون مقيدة؛ انها بطيئة. لذلك لا يتم تلقي هذا الدعم بسرعة كافية أو بكميات كافية.

وحذر من أن نقص الإمدادات الطبية يشكل مخاطر جسيمة، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري. بالإضافة إلى ذلك، فإن نقص أدوات التخدير والمعدات المعقمة يزيد من صعوبة علاج الإصابات المؤلمة على الممرضات.

وقال كاتون: “تأتي تقارير مروعة عن ممرضات وعاملين صحيين يحاولون القيام بذلك بأقل قدر من التخدير أو في بعض الأحيان بدون تخدير”، مشدداً على أن غياب المطهرات والإمدادات المعقمة يزيد بشكل كبير من خطر العدوى، والتي يمكن أن تهدد الحياة.

مستقبل لبنان الغامض

وأعرب كاتون عن قلقه العميق إزاء تدهور الوضع في لبنان، حيث يثير التهديد بهجمات إسرائيلية مخاوف واسعة النطاق. وأوضح أن الحصول على معلومات موثوقة من الأرض كان صعبا، لكن التقارير تشير إلى أن عدم اليقين بشأن المكان الذي قد يأتي منه الهجوم التالي يسبب قلقا هائلا.

وأضاف: “إن عدم اليقين بشأن الوضع يسبب قلقًا كبيرًا للناس”. لقد رأوا ما حدث في غزة، وبطبيعة الحال، يخشون أن يتكرر ذلك”.

رداً على ذلك، أرسلت ICN رسالة إلى قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تحثهم فيها على إيجاد حل سياسي لمنع المزيد من الضرر للعاملين في مجال الرعاية الصحية والمدنيين.

وشدد كاتون على أنه “عندما يكون هناك فشل سياسي في الحفاظ على السلام أو إيجاد حل سلمي، فإن الممرضات والعاملين في مجال الصحة والأشخاص العاديين هم الذين يدفعون ثمن هذا الفشل”.

مساهمة تركيا في الخبرة التمريضية العالمية

وفي تصريحاته، أشاد كاتون أيضًا بالممرضات الأتراك لخبرتهن الواسعة في الاستجابة للكوارث، خاصة أثناء الكوارث الطبيعية مثل الزلازل. وشدد على أن الممرضات الأتراك يقدمن المشورة إلى ICN بشأن أفضل الممارسات في مجال التمريض في حالات الطوارئ، ليس فقط لتركيا ولكن للمنطقة ككل.

وقال: “يتمتع الممرضون الأتراك بخبرة هائلة، وقد شاركوها وما زالوا يشاركونها مع العالم فيما يتعلق بالاستجابة للكوارث”، مضيفًا أن خبرتهم لا تقدر بثمن في التعامل مع الكوارث الطبيعية وحالات الصراع.

واختتم كاتون كلمته بدعوة جميع الدول إلى زيادة الاستثمار في أنظمة الرعاية الصحية ومهنة التمريض، مشيراً إلى أن 90 في المائة من الممرضات في العالم هن من النساء. وأكد أن الاستثمار في الرعاية الصحية أمر ضروري لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسلام والأمن وتعزيز حقوق المرأة على مستوى العالم.

يشاهد: إسرائيل تبيد عائلة بأكملها في غارة على لبنان الساعة الثالثة فجراً

شاركها.