أعربت الأمم المتحدة، الخميس، عن قلقها إزاء تصاعد الأزمة في قطاع غزة، قائلة إن “التدمير العشوائي للبنية التحتية المدنية يؤجج المعاناة والعنف”. وكالة الأناضول التقارير.
وقال تور وينسلاند، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، في جلسة لمجلس الأمن الدولي: “إن الحرب في غزة بكل ما تحمله من مآسي إنسانية، والخطر الخطير المتمثل في التصعيد الإقليمي، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني غير المحلول والاحتلال المستمر، تتضافر لخلق وضع قابل للاشتعال في الشرق الأوسط”.
وحذر وينسلاند من أن “أي شرارة أو خطأ في التقدير قد يؤدي إلى سلسلة من التصعيدات التي لا يمكن السيطرة عليها – مما قد يؤدي إلى تورط ملايين آخرين في الصراع”.
وأكد على الحاجة الملحة إلى وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، فضلاً عن الجهود الدبلوماسية لتهدئة التوترات وإحياء عملية السلام.
اقرأ: مصادر: إسرائيل تطلب قوات في غزة لمنع التوصل لاتفاق هدنة
وسلط وينسلاند الضوء على التأثير المدمر للغارات الجوية الإسرائيلية على البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المدارس والمساجد، في غزة، قائلاً إن “التدمير المتعمد للبنية التحتية المدنية يؤدي إلى تأجيج المعاناة والعنف، الذي يتردد صداه في جميع أنحاء المنطقة الأوسع”.
وأكد أن العديد من الفلسطينيين في غزة يشعرون بأنهم “لم يعد لديهم مكان آمن يلجأون إليه”.
ورغم التحديات، أشاد وينسلاند بوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لجهودها المستمرة لتقديم المساعدات المنقذة للحياة.
وقال وينيسلاند إن الأمم المتحدة تقدر أن الصراع خلف نحو 40 مليون طن من الحطام، وأضاف: “إن حجم الدمار هائل وسيستغرق سنوات، إن لم يكن عقودا، للتعافي”.
وحذر من أن جهود المساعدة التي تبذلها الأمم المتحدة “تتعرض للخطر بسبب الظروف غير الآمنة على الأرض”، مما يؤدي إلى انهيار القانون والنظام، مما يعوق بشكل أكبر العمليات الإنسانية في غزة.
وفي الضفة الغربية، أشار إلى استمرار العمليات واسعة النطاق التي تشنها قوات الأمن الإسرائيلية، والتي غالبا ما تؤدي إلى تبادل إطلاق نار مميت وإصابات بين المدنيين. وأدان وينسلاند الهجوم الأخير للمستوطنين الإسرائيليين غير الشرعيين في قرية جيت الفلسطينية، ووصفه بأنه “نتيجة عنيفة لتوسيع المستوطنات” ونتيجة للافتقار المستمر إلى المساءلة.
ودعا أيضا إلى وقف العنف وحماية المدنيين ورفض الأعمال المؤذية والاستفزازية.
وحذر من أن “الشرق الأوسط يشهد نقطة تحول”، داعيا إلى “معالجة الأمن والحكم بالتوازي لتحقيق السلام الدائم”.
“عرقلة متعمدة ومتكررة للمساعدات الإنسانية”
وأكدت الدكتورة لويزا باكستر، مسؤولة العمليات في وحدة الطوارئ الصحية التابعة لمنظمة إنقاذ الطفولة في غزة، على الوضع المزري الذي يعيشه الأطفال، مشيرة إلى أن الأمراض الشائعة أصبحت تهدد حياتهم بسبب “سوء التغذية ونقص المياه وغياب الأدوية”.
واتهمت الحكومة الإسرائيلية بـ”عرقلة المساعدات الإنسانية في غزة بشكل متعمد ومتكرر”.
اقرأ: إسرائيل تعتقل وتعذب الأطفال الفلسطينيين في غزة بشكل منهجي، وفقًا لمجموعة حقوقية
وقالت إن “ليس هناك مكان آمن في غزة”، مضيفة أن هناك خطر الانفصال والإصابة والمرض والوفاة بشكل مضاعف مع كل نزوح.
واستشهدت بتقارير عن أطفال تم إطلاق سراحهم من مراكز الاحتجاز العسكرية الإسرائيلية، وقالت: “يبلغ هؤلاء الأطفال عن تعرضهم للعنف الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب. كما يبلغون عن حرمانهم من الطعام، وضربهم، ومهاجمتهم بالكلاب. كما يبلغون عن رؤية والديهم وهم يُجردون من ملابسهم ويتعرضون للضرب أمامهم”.
وأكد باكستر أن هؤلاء الأطفال يعانون من صدمة عميقة.
وقالت إن ظهور شلل الأطفال مجددا في غزة، المرتبط بتدمير إسرائيل للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي ومنع المياه النظيفة، يشكل قضية حرجة أخرى.
وحذرت من أن “شلل الأطفال ينتشر في غزة ولن يمر عبر بوابات التفتيش في كيرالا أو مكتب الجمارك في مطار بن جوريون”، مسلطة الضوء على التهديد الإقليمي الأوسع.
ودعت إلى إتاحة الوصول الإنساني الفوري وغير المقيد، قائلة: “لا ينبغي أن نحتاج إلى مفاوضات أو أذونات خاصة لإدخال الإمدادات الطبية المنقذة للحياة للمدنيين”.
وحثت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على فرض وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية بالكامل، وقالت: “إذا لم تتمكن أطراف الصراع من الاتفاق على وقف إطلاق النار وتنفيذه، فإن الأمر يقع على عاتق هذا المجلس ودوله الأعضاء للمطالبة بوقف إطلاق النار وتنفيذه، بما في ذلك اعتماد تدابير لمنع نقل الأسلحة إلى حكومة إسرائيل والجماعات المسلحة الفلسطينية”.
وأضافت “لقد خذلنا أطفال غزة بشكل جماعي لمدة 320 يومًا”.
رأي: هل الولايات المتحدة طرف مناسب للقيام بدور الوساطة في غزة؟