أعلن الديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله عين جعفر حسن، أحد كبار مساعدي القصر، رئيساً للوزراء بعد استقالة الحكومة يوم الأحد. وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من الانتخابات البرلمانية التي حققت فيها المعارضة التابعة لجماعة الإخوان المسلمين بعض المكاسب في المملكة الهاشمية المتحالفة مع الولايات المتحدة. رويترز وقد تم الإبلاغ عن ذلك.

ويحل حسن، الذي يشغل حاليا منصب رئيس مكتب الملك عبد الله ووزير التخطيط السابق، محل بشر الخصاونة، الدبلوماسي المخضرم والمستشار السابق للقصر والذي تم تعيينه قبل ما يقرب من أربع سنوات. وقال مسؤولون إن الخصاونة سيبقى في منصبه كقائم بأعمال رئيس الوزراء حتى تشكيل حكومة جديدة.

إن حسن، الذي تلقى تعليمه في جامعة هارفارد، يتمتع باحترام واسع النطاق باعتباره تكنوقراطياً. وسوف يواجه تحديات التخفيف من تأثير حرب غزة على اقتصاد المملكة، الذي تضرر بشدة بسبب القيود المفروضة على الاستثمار والانخفاض الحاد في السياحة.

وفي خطاب تعيينه، قال الملك إن الديمقراطية يجب أن تتعزز في البلاد وأن مستقبلها الاقتصادي يعتمد على المضي قدماً في مشاريع البنية التحتية الضخمة المدعومة من المانحين في مجال الطاقة والمياه.

كان رئيس الوزراء المنتهية ولايته يسعى إلى دفع الإصلاحات التي دفع بها الملك عبد الله للمساعدة في عكس عقد من النمو البطيء، الذي كان يحوم حول 2 في المائة، والذي تفاقم بسبب الوباء والصراع في العراق وسوريا المجاورتين. لطالما تم إلقاء اللوم على المؤسسة التقليدية المحافظة في عرقلة حملة التحديث التي دعا إليها الملك ذو الميول الغربية، خوفًا من أن تؤدي الإصلاحات الليبرالية إلى تآكل قبضتها على السلطة.

ويقول سياسيون إن المهمة الرئيسية المقبلة تتمثل في تسريع الإصلاحات التي يوجهها صندوق النقد الدولي وكبح جماح أكثر من 50 مليار دولار من الدين العام في بلد يعاني من ارتفاع معدلات البطالة ويدعم الاستقرار فيه مليارات الدولارات من المساعدات الأجنبية من المانحين الغربيين.

حققت جماعة الإخوان المسلمين المعارضة مكاسب كبيرة في الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، مدعومة بالغضب إزاء حرب إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة. وفازت الحركة بواحد وثلاثين مقعداً، وهو أكبر عدد من المقاعد منذ عودة الحياة البرلمانية في عام 1989 بعد عقود من الأحكام العرفية، الأمر الذي جعلها أكبر تجمع سياسي في البرلمان.

وفي بلد حيث المشاعر المعادية لإسرائيل عالية، قادت جماعة الإخوان المسلمين بعضاً من أكبر الاحتجاجات في المنطقة دعماً للمقاومة المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي، بقيادة حماس، التي يقول معارضوها إنها سمحت لها بزيادة شعبيتها في الانتخابات.

ورغم أن التشكيلة الجديدة للبرلمان الذي يضم 138 عضوا تحتفظ بأغلبية مؤيدة للحكومة، فإن المعارضة الأكثر صخبا بقيادة الإخوان المسلمين قد تتحدى إصلاحات السوق الحرة التي يدعمها صندوق النقد الدولي والسياسة الخارجية، حسبما يقول دبلوماسيون ومسؤولون.

وبموجب الدستور الأردني، تظل أغلب السلطات في يد الملك، الذي يعين الحكومات ويحق له حل البرلمان. ويحق للمجلس أن يجبر الحكومة على الاستقالة من خلال التصويت بحجب الثقة.

يقرأ: إسرائيل تحتفل باتفاقيات إبراهيم بزيادة التجارة

شاركها.