استؤنفت عمليات البحث عن مراهقة إسرائيلية مفقودة اليوم السبت في الضفة الغربية المحتلة، حيث خلفت هجمات المستوطنين على القرى الفلسطينية قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى، بحسب ما أفادت مصادر من الجانبين.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه لا يزال يبحث عن بنيامين أخيمير (14 عاما) الذي فُقد في وقت مبكر من يوم الجمعة في موقع ملاخي هشالوم الاستيطاني بالقرب من مدينة رام الله.
ومع تصاعد التوترات بالفعل بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس في الأراضي الفلسطينية الأخرى في غزة، شكلت قوات الأمن الإسرائيلية ومئات من المتطوعين فريق بحث ضخم للبحث عن المراهق.
واندلعت أعمال العنف بعد ظهر الجمعة عندما اقتحم مستوطنون يهود شاركوا في عملية المطاردة قرية المغير، على بعد نحو 500 متر غرب ملاخي هشالوم، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
وشاهد مراسلو فرانس برس أن المستوطنين أطلقوا النار وأحرقوا العديد من المنازل والسيارات في القرية، فيما رد السكان برشق الحجارة.
وقال رئيس بلدية القدس أمين أبو عالية، إن “المستوطنين اقتحموا البلدة بحجة البحث عن الطفل الإسرائيلي المفقود”، مضيفا أن “الجيش وصل لمساندتهم”.
وقال عرفات أبو عليا، أحد سكان المغير، إن الجيش الإسرائيلي طلب من السكان التجمع على مشارف قريتهم.
وأضاف لوكالة فرانس برس أن “أكثر من عشرة منازل و50 مركبة احترقت”.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية يوم الجمعة إن شخصا واحدا على الأقل استشهد وأصيب 25 آخرون.
وليلاً، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن خمسة فلسطينيين أصيبوا في هجوم آخر للمستوطنين في قرية أبو فلاح بالقرب من رام الله.
– دعوة لنشر الحماية –
وحثت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، الأمم المتحدة على “السماح بنشر وجود وقائي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع تفويض واضح لمنع و(صد) الهجمات ضد المدنيين”.
وكتبت على موقع X: “لقد أثبت الجيش الإسرائيلي بشكل كبير عدم رغبته أو عدم قدرته على ضمان هذه المهمة”.
وشهدت الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، تصاعدا في أعمال العنف منذ أوائل العام الماضي، والتي اشتدت منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر.
ومنذ ذلك الحين قُتل ما لا يقل عن 462 فلسطينيًا على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين في الضفة الغربية، وفقًا للأرقام الفلسطينية الرسمية.
وباستثناء القدس الشرقية التي تم ضمها، فإن الضفة الغربية هي موطن لحوالي 490 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون في مجتمعات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم غير مسبوق لحركة حماس على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وأدى الهجوم الانتقامي الإسرائيلي إلى مقتل ما لا يقل عن 33634 فلسطينيا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.