أعيد أسير فلسطيني كان يتلقى العلاج في مستشفى بئر السبع، بعد أن زُعم أن جنوداً إسرائيليين اغتصبوه في مركز الاحتجاز “سديه تيمان”، إلى المنشأة سيئة السمعة، بحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.
وتم نقل الأسير إلى المستشفى الميداني في سدي تيمان.
وقد عانى من “تمزق في الأمعاء وإصابة خطيرة في فتحة الشرج وتلف في الرئة وكسر في الأضلاع”، بحسب صحيفة هآرتس وعرب 48.
اعتقل تسعة جنود إسرائيليين في معتقل سدي تيمان، الاثنين، للاشتباه باغتصابهم معتقلا فلسطينيا، ما أثار أعمال شغب عندما اقتحم ناشطون من اليمين المتطرف وأعضاء في البرلمان المنشأة.
تم إحضار الجنود الاحتياطيين، وهم أعضاء في القوة 100، وهي وحدة مكلفة بحراسة السجناء في سدي تيمان، إلى المحكمة العسكرية في قاعدة بيد ليد لعقد جلسة للنظر في الإفراج عنهم بكفالة.
ابق على اطلاع مع نشرات MEE الإخبارية
اشترك للحصول على أحدث التنبيهات والرؤى والتحليلات،
بدءا من تركيا غير معبأة
وزعموا أن الأسير اعتدى عليهم أثناء عملية التفتيش، بحسب صحيفة “هآرتس”.
ونددت منظمة أطباء لحقوق الإنسان الإسرائيلية بعودة السجين إلى المركز الذي زعم أنه تعرض فيه للتعذيب.
“فشل أخلاقي ومهني خطير”
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن المنظمة قولها إن “عودة المعتقل إلى عيادة سدي تيمان، المنشأة التي تعرض فيها للتعذيب، تشكل فشلا أخلاقيا ومهنيا خطيرا للمسؤولين الطبيين وإدارة المستشفى الذين شاركوا في رعايته الطبية”.
“ومن خلال هذا القرار، عرضت الطواقم الطبية المعتقل لاحتمالية لقاءه مرة أخرى بالجنود المشتبه باغتصابه، مما يعرض حياته للخطر”.
ونقل عن يوئيل دونتشين، وهو طبيب في سجن سدي تيمان قام بعلاج السجين، قوله إنه “لا يستطيع أن يصدق أن حارس سجن إسرائيلي يمكن أن يفعل مثل هذا الشيء”.
وقال: “إذا كانت الدولة وأعضاء الكنيست (البرلمان) يعتقدون أنه لا يوجد حد لكيفية إساءة معاملة السجناء، فيجب عليهم قتلهم بأنفسهم، كما فعل النازيون، أو إغلاق المستشفيات… إذا حافظوا على المستشفى فقط من أجل الدفاع عن أنفسنا في (المحكمة الجنائية الدولية) في لاهاي، فهذا ليس جيدًا”.
اعتقلت إسرائيل نحو 4 آلاف فلسطيني من غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. ويتم احتجاز معظمهم واستجوابهم في القطاع، لكن يتم نقل العديد منهم إلى سدي تيمان، حتى لو كانوا غير مقاتلين.
وتشير التقارير إلى تفشي التعذيب والاغتصاب والقتل في هذه المنشأة، التي تعد واحدة من عدة مرافق تعرض فيها الفلسطينيون لسوء المعاملة على مدى عقود من الزمن.
وفي 15 يوليو/تموز، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية أمراً مشروطاً يقضي بإغلاق مستوطنة سدي تيمان رداً على التقارير التي تحدثت عن انتهاكات هناك.
ويطلب قرار المحكمة تفسيراً “لسبب عدم تشغيل مركز الاحتجاز سدي تيمان وفقاً للشروط المنصوص عليها في القانون الذي يحكم اعتقال المقاتلين غير الشرعيين”.
وتوصلت تحقيقات أجراها موقع ميدل إيست آي وشبكة سي إن إن وصحيفة نيويورك تايمز إلى أمثلة واسعة النطاق للانتهاكات في المركز.