حذر مستشار سابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، الأربعاء، من خطر حقيقي على اتفاقيات السلام الموقعة مع الدول العربية، بسبب ما وصفه بـ”جنون” حكومة بنيامين نتنياهو.

قال نمرود نوفيك، الذي كان مستشاراً لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شمعون بيريز: “لقد كان الضرر الناجم عن عدم مسؤولية الحكومة الإسرائيلية سريعاً وواسع النطاق إلى الحد الذي يجعل من الصعب إطلاق تحذير في كل مرة تكون فيها طبقة أخرى من البنية التحتية لأمننا القومي على وشك السقوط”. وقد أدلى بتعليقه في مقال في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية. هآرتس.

“لقد كُتب الكثير عن الضرر المباشر ــ من الشمال إلى الجنوب ــ الناجم عن المماطلة المغرضة التي تهدف إلى إحباط اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإعادة الرهائن وتهدئة الساحتين. كما لوحظ على نطاق واسع أن الزيارات الاستفزازية للمسجد الأقصى، وعنف المستوطنين، وخنق الاقتصاد الفلسطيني ساهمت في التصعيد في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة).

ولكن نوفيك أضاف أن الضحية المحتملة التالية ــ “العلاقات مع شركاء إسرائيل في السلام القريب والبعيد” ــ لم تحظ بنفس القدر من الاهتمام. وزعم أن “مصر والأردن ستكونان أول من يتضرر ويرد. كان السلام مع مصر إنجازا تاريخيا لرئيس الوزراء مناحيم بيجن والخطوة الاستراتيجية الأكثر أهمية في تاريخ إسرائيل. فقد أزاح أقوى وأهم دولة عربية عن الصراع”. وأوضح أن التعاون الأمني ​​الثنائي تجاوز على مر السنين كل الخيال ويخدم المصالح الحيوية لكلا الطرفين. “لكن قرار الحكومة بإدامة الوجود الإسرائيلي في ممر فيلادلفيا، وهو ما يعني احتلال قطاع غزة والسيطرة على مليوني شخص إلى أجل غير مسمى، أثار رد فعل مصري غير مسبوق”.

وأضاف أن المسؤولين الأمنيين المصريين حذروا في محادثات مع نظرائهم الإسرائيليين والزعماء السياسيين الإسرائيليين من العواقب الوخيمة المترتبة على البقاء على طريق فيلادلفيا. وقالوا إن “استمرار الوجود الإسرائيلي في غزة سيكون دمويا، وسيترتب عليه خسائر فادحة في الأرواح لكلا الجانبين، وسيزعزع استقرار المنطقة بأكملها، وسيضر بالمصالح الأمنية لمصر”.

وأشار المستشار السابق أيضاً إلى أن “الأردن – الذي لا يزال اتفاق السلام مع إسرائيل يشكل أصلاً لا يمكن الاستغناء عنه للأمن القومي، ويوفر عمقاً استراتيجياً للعمليات الجوية والبرية ضد إيران وغيرها من الجهات الخبيثة شرق وشمال إسرائيل – ليس قوياً مثل مصر وهو أكثر ضعفاً منها في الداخل والخارج”.

وأضاف أن “الأردن لا يبعث برسائل الاستياء والقلق عبثا. فالحرب المطولة في غزة، والاستفزازات المتكررة في الحرم القدسي، وتأثير الإرهاب الاستيطاني، والخنق الاقتصادي للسلطة الفلسطينية، كلها عوامل ساهمت في دفع الشباب الفلسطيني إلى أحضان الإرهابيين، وإجبار قوات الدفاع الإسرائيلية على تكثيف ردود أفعالها. وهذا التصعيد يهدد استقرار المملكة الهاشمية”.

واختتم حديثه قائلا: “إذا لم نضع حدا للجنون الذي يقود حكومتنا، فإن الضرر الذي يلحق بأمن إسرائيل ورفاهتها لن يكون محسوسا الآن فحسب، بل لعقود قادمة”.

يقرأ: مقتل 18 شخصا على الأقل في هجوم إسرائيلي جديد على مدرسة تديرها الأمم المتحدة تؤوي نازحين من غزة

شاركها.