هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ”نزع سلاح” حركة حماس في الوقت الذي تعرض فيه اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي توسط فيه في غزة لضغوط يوم الثلاثاء بعد أن خفضت إسرائيل المساعدات التي تدخل القطاع إلى النصف.

لقد مر أقل من يوم واحد منذ أن رحب ترامب باتفاق السلام خلال رحلة سريعة إلى الشرق الأوسط. وفي يوم الاثنين، ألقى كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي ثم شارك في استضافة قمة في منتجع شرم الشيخ المصري، مليئة بالتهديد والزلات خلف مجموعة من زعماء العالم ذوي الوجوه المتحجرة.

لكن يبدو أن ترامب عبر في حديثه في البيت الأبيض يوم الثلاثاء عن الإحباط من عودة حماس إلى فرض وجودها في غزة بقوات أمن مسلحة. وأضاف: “إذا لم يلقوا أسلحتهم، فسوف ننزع سلاحهم”.

واعترف ترامب بأن مسؤولين أمنيين من حماس شنوا مداهمات على “العصابات” في غزة، وهو ما قال إنه وافق عليه في البداية. وقارن بين عمل حماس الشرطي ونشره لقوات الحرس الوطني في واشنطن كإجراء يهدف إلى منع الجريمة.

ونشرت حماس مقطع فيديو على قناتها الرسمية يوم الثلاثاء يظهر إعدام ثمانية من المشتبه بهم معصوبي الأعين والراكعين في الشوارع ووصفتهم بأنهم “متعاونون وخارجون عن القانون”.

نشرة ميدل إيست آي الإخبارية الجديدة: جيروزاليم ديسباتش

قم بالتسجيل للحصول على أحدث الأفكار والتحليلات حول
إسرائيل وفلسطين، إلى جانب نشرات تركيا غير المعبأة وغيرها من نشرات موقع ميدل إيست آي الإخبارية

لكن ترامب قال إن الوقت قد حان لكي تقوم حماس بتسليم أسلحتها.

وقال: “إذا لم يلقوا أسلحتهم، فسننزع أسلحتهم، وسيحدث ذلك بسرعة وربما بعنف”.

وقال ترامب: “لقد تحدثت مع حماس وقلت: ’سوف تقومون بنزع أسلحتكم‘… ’نعم يا سيدي، سوف نقوم بنزع سلاحنا‘، هذا ما أخبروني به”. وأوضح لاحقاً أن الرسالة تم تمريرها عبر وسطاء “على أعلى مستوى”.

وأفاد موقع ميدل إيست آي أن صهر ترامب، جاريد كوشنر، والمبعوث ستيف ويتكوف التقيا مباشرة مع كبار المسؤولين السياسيين في حماس الأسبوع الماضي.

إسرائيل تكثف الحصار

ونزع سلاح حماس هو واحد من 20 نقطة في خطة ترامب للسلام في غزة. ومع ذلك، فإن الخطة قليلة التفاصيل، ولا توفر جدولا زمنيا للانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة. وتحتل إسرائيل أكثر من نصف قطاع غزة وانتهكت بالفعل وقف إطلاق النار وقتلت سبعة فلسطينيين على الأقل في غارات جوية يوم الثلاثاء.

وفي الوقت نفسه، أعلنت إسرائيل أنها تكثف حصارها على غزة، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي يدعو إلى دخول المزيد من الإمدادات الغذائية والطبية إلى غزة عبر الأمم المتحدة.

وقالت إسرائيل إن معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر سيظل مغلقا حتى يوم الأربعاء. وتسمح إسرائيل الآن فقط بنصف عدد شاحنات المساعدات التي وعدت بالسماح لها بالدخول.

كما أخطرت إسرائيل الأمم المتحدة بأنه لن يسمح بدخول الوقود أو الغاز إلى القطاع باستثناء ما تراه ضروريا لـ”البنية التحتية الإنسانية”.

واتهمت إسرائيل حماس بالاحتفاظ بجثث الأسرى الذين تعهدت بإعادتهم كجزء من اتفاق السلام الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.

وتعهدت حماس بإعادة جثث الأسرى

وقال مصدر كبير في حماس لموقع Middle East Eye إن إسرائيل تتحمل مسؤولية التأخير في تحديد مكان وإعادة جثث الأسرى الذين ما زالوا مفقودين في غزة.

وقال المصدر إن حماس أوضحت لإسرائيل خلال المفاوضات أن حجم الهجوم الإسرائيلي سيجعل من الصعب تحديد مكان جثث الأسرى القتلى بسرعة.

حصرياً: حماس تقول إن التدمير الإسرائيلي “العشوائي” لغزة هو السبب وراء التأخير في العثور على جثث الأسرى

اقرأ المزيد »

وقال المصدر: “لقد أوضحوا خلال المفاوضات أنه سيكون هناك حاجة إلى وقت وجهود كبيرة بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لجمع المعلومات عن الجثث”.

وقال المصدر إن حجم الدمار الإسرائيلي قد غيّر “جغرافية المنطقة”، مما يجعل من “الصعب للغاية” تحديد المواقع التي توجد فيها جثث الأسرى. وأضاف المصدر أنه على الرغم من الجهود الإسرائيلية سيئة النية، إلا أن حماس ملتزمة تماما بإعادة جثث الأسرى.

ولم يعد هناك أسرى أحياء في غزة. وأطلقت حماس يوم الاثنين سراح العشرين المتبقين، بالإضافة إلى جثث أربعة أسرى قتلوا. ومن المقرر تسليم ثمانية وعشرين أسيراً قتيلاً كجزء من الصفقة إجمالاً.

وقالت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن إسرائيل بحاجة إلى فتح معبر رفح على الفور.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ريكاردو بيريس: “نحتاج إلى فتح جميع المعابر. وكلما طال بقاء معبر رفح مغلقاً، كلما طالت معاناة الناس في غزة، وخاصة النازحين في الجنوب”.

شاركها.