بعد شهر من وقف إطلاق النار، لا يزال أكثر من 16,500 شخص في حاجة إلى رعاية طبية متخصصة عاجلة خارج قطاع غزة، وفقًا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وأوضح التقرير أن 165 مريضًا تم إجلاؤهم طبيًا من غزة منذ 10 أكتوبر/ تشرين الأول.
## تحديات الرعاية الصحية في غزة
على الرغم من وقف إطلاق النار، لا تزال الأوضاع الصحية في غزة حرجة. حيث لم تستأنف سوى أربعة مستشفيات ومرافق صحية صغيرة عملياتها حتى الآن، بينما لا تزال أكثر من 60% من المرافق الصحية غير عاملة. ويُعزى ذلك إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية للرعاية الصحية نتيجة للصراع. وأشار التقرير إلى أن “الذخائر غير المنفجرة لا تزال تشكل تهديدًا خطيرًا في جميع أنحاء قطاع غزة، حيث سُجلت إصابات بين الأشخاص العائدين إلى المناطق التي دمرها الصراع أو الذين يبحثون عن الضرورات الأساسية”.
### المخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة
تشكل الذخائر غير المنفجرة خطرًا كبيرًا على السكان المدنيين في غزة، حيث تؤدي إلى إصابات ووفيات بين الأشخاص الذين يعودون إلى منازلهم أو يبحثون عن احتياجاتهم الأساسية. وأكد التقرير على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتطهير المناطق المتضررة من هذه الذخائر لضمان سلامة السكان.
## الجهود الإنسانية لإجلاء المرضى
في ظل هذه التحديات، تعمل وكالات الإغاثة الإنسانية على تسهيل إجلاء المرضى من غزة إلى خارج القطاع للحصول على الرعاية الطبية اللازمة. وقد تم حتى الآن إجلاء 165 مريضًا، ولكن لا يزال هناك حاجة ملحة لإجلاء المزيد من المرضى الذين يعانون من إصابات خطيرة أو أمراض مزمنة.
### التحديات التي تواجه إجلاء المرضى
يواجه إجلاء المرضى من غزة تحديات كبيرة، منها نقص الموارد والتنسيق بين الوكالات المعنية، بالإضافة إلى المخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة. ومع ذلك، تستمر الجهود لضمان حصول المرضى على الرعاية الطبية التي يحتاجونها.
## إعادة إعمار البنية التحتية الصحية
تعتبر إعادة إعمار البنية التحتية الصحية في غزة أولوية قصوى لضمان حصول السكان على الرعاية الصحية اللازمة. يتطلب ذلك جهودًا كبيرة لإصلاح المرافق الصحية المتضررة وتوفير المعدات الطبية اللازمة. كما يشمل ذلك تدريب الكوادر الطبية وضمان توفر الأدوية الأساسية.
### دور المجتمع الدولي في دعم غزة
يلعب المجتمع الدولي دورًا حاسمًا في دعم جهود إعادة الإعمار في غزة. يمكن للدعم المالي والفني من الدول المانحة أن يساعد في تسريع عملية إعادة الإعمار وضمان استدامة الخدمات الصحية في القطاع. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتعاون بين الوكالات الإنسانية والمجتمع المدني أن يعزز من فعالية الجهود المبذولة.
في الختام، يظل الوضع الإنساني في غزة حرجًا، مع استمرار الحاجة إلى رعاية طبية متخصصة وإجلاء المرضى وإعادة إعمار البنية التحتية الصحية. إن دعم المجتمع الدولي والجهود المشتركة بين الوكالات الإنسانية أمران ضروريان لضمان تحسين الأوضاع الإنسانية في غزة وتوفير حياة آمنة وكريمة لسكانها. من خلال العمل الجماعي، يمكننا أن نحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الأشخاص المتضررين من الصراع.
