أفاد لبنان أن أكثر من 400 ألف شخص فروا من البلاد إلى سوريا في الأسبوعين الماضيين، حيث تكافح البلاد مع تصاعد العنف وتدهور الظروف المعيشية. يمثل هذا النزوح الجماعي غير المسبوق إحدى أهم التحركات السكانية في المنطقة منذ الحرب الأهلية السورية.

ويعزو المسؤولون الزيادة في الهجرة إلى عدم الاستقرار السياسي المستمر والأزمة الاقتصادية الحادة وتدهور الخدمات العامة، مما دفع العديد من اللاجئين اللبنانيين والسوريين الذين يعيشون في لبنان إلى البحث عن الأمان عبر الحدود. وقد تفاقم الوضع بسبب تصاعد التوترات بين مختلف الفصائل المسلحة، مما أدى إلى زيادة انعدام الأمن في عدة مناطق، بما في ذلك بيروت وطرابلس والمناطق الحدودية الجنوبية.

تكافح السلطات اللبنانية لإدارة الاضطرابات الداخلية، حيث أصبحت الاحتجاجات والاشتباكات أكثر تواترا وسط استياء شعبي من عدم قدرة الحكومة على معالجة الوضع الاقتصادي والإنساني المتدهور في البلاد. وقد أدى انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود والتضخم المرتفع إلى تفاقم الظروف الصعبة بالفعل، مما أجبر العديد من الأسر على الفرار بحثاً عن بيئة أكثر استقراراً.

وأعربت الوكالات الإنسانية عن قلقها المتزايد بشأن الوضع، حيث حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من كارثة إنسانية تلوح في الأفق على جانبي الحدود. وقال متحدث باسم المفوضية في بيروت: “إننا نشهد حركة جماعية للأشخاص، والوضع أصبح رهيباً على نحو متزايد”. “هذه العائلات لا تهرب من العنف فحسب، بل من الفقر المدقع، ونحن نحث المجتمع الدولي على التدخل وتقديم المساعدة العاجلة.”

وتواجه سوريا، التي لا تزال تتعافى من أكثر من عقد من الحرب الأهلية، مجموعة من التحديات الخاصة بها في استيعاب الموجة الجديدة من اللاجئين. وقد أدى التدفق المفاجئ إلى فرض ضغط إضافي على البنية التحتية الهشة بالفعل في المناطق الحدودية السورية، والتي هي غير مستعدة للتعامل مع هذه الأعداد الكبيرة من النازحين. وقد ناشد المسؤولون السوريون المحليون تقديم المساعدات الدولية، مؤكدين على الحاجة إلى الغذاء والإمدادات الطبية والإسكان لدعم اللاجئين.

لطالما كان لبنان موطنًا لواحدة من أكبر تجمعات اللاجئين في العالم، حيث يستضيف ما يقرب من 1.5 مليون سوري فروا من الحرب في بلادهم. ومع ذلك، فإن الأزمة الاجتماعية والاقتصادية المتصاعدة في لبنان جعلت من الصعب على البلاد بشكل متزايد توفير احتياجات سكانها، بما في ذلك اللاجئين.

ومع تفاقم الأزمة، يحذر الخبراء الإقليميون من أن الحركة الجماعية للأشخاص بين لبنان وسوريا يمكن أن تزيد من زعزعة استقرار المنطقة. وتطالب المنظمات الدولية بالتدخل الدبلوماسي الفوري لتخفيف حدة التوتر في لبنان ومنع المزيد من النزوح.

ولا يزال الوضع متقلباً، وتكثف الجهود الإنسانية على جانبي الحدود لتقديم الدعم للنازحين. ومع ذلك، وبدون مساعدات دولية كبيرة، فإن الأزمة تهدد بالتصعيد، مما يخلق تحديا أكبر للمنطقة.

يقرأ: مع امتلاء المستشفيات في لبنان، تهرب الأسرة للولادة في العراق

شاركها.