التعليم في اليمن: تحديات وتأثيرات الحرب على مستقبل الأطفال
يعاني التعليم في اليمن من تحديات جسيمة نتيجة للحرب المستمرة منذ سنوات، حيث فقد ملايين الأطفال فرصتهم في التعلم. في مدرسة الرابط الغربي بالقرب من عدن، يتلقى الأطفال دروسهم في ظروف صعبة، حيث يجلسون على مقاعد خشبية خشنة تحت خيمة ممزقة.
ظروف تعليمية صعبة
تفتقر المدرسة إلى العديد من الاحتياجات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه الجارية والمعلمين المدربين. يبلغ عدد الطلاب في كل فصل دراسي أكثر من 105 طلاب، مما يجعل من الصعب على المعلمين تقديم تعليم فعال. تقول المعلمة سعاد صالح: “مع هذا الاكتظاظ، لا يستطيع معظمهم القراءة أو الكتابة”. تعمل صالح بجد لتقديم أفضل تعليم ممكن لطلابها، رغم الظروف الصعبة.
تأثير الحرب على التعليم
تسببت الحرب في اليمن في تدمير ما يقرب من 3,000 مدرسة، وحرمت أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم، وفقًا لليونيسف. كانت اليمن بالفعل أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية قبل أن يستولي الحوثيون على العاصمة صنعاء وأجزاء كبيرة من البلاد في عام 2014. أدت الحرب إلى مقتل مئات الآلاف واعتماد ثلثي اليمنيين على المساعدات.
جهود لإعادة بناء التعليم
تسعى المملكة العربية السعودية إلى إعادة بناء التعليم في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية من خلال برامج تنموية. وقد مولت السعودية تدريب أكثر من 150 معلمة وإعادة بناء أكثر من 30 مدرسة، بما في ذلك مدرسة الحرم الجامعي في عدن. توفر هذه المدارس الجديدة بيئة تعليمية أفضل، مع فصول دراسية مجهزة بألواح بيضاء ومراوح وطلاب يرتدون زيًا موحدًا.
تحديات مستمرة
رغم الجهود المبذولة، لا تزال هناك تحديات كبيرة أمام إعادة بناء التعليم في اليمن. يعاني المعلمون من رواتب منخفضة، مما أدى إلى إضرابات طويلة الأمد. تقول صالح: “نحن نعمل بأجر ضئيل جدًا – 50,000 ريال يمني (31 دولارًا) – ماذا يمكن أن يفعل ذلك لنا في ظل هذه الظروف؟”. تواجه المدارس في مناطق الحوثيين تحديات مماثلة، حيث غالبًا ما لا يتم دفع رواتب المعلمين وتفتقر العديد من المرافق إلى الموارد الأساسية.
تأثير طويل الأمد
يؤكد المحلل عمر كريم، خبير السياسات السعودية في جامعة برمنغهام، أن هناك تحولًا في نهج الرياض تجاه المساعدات، حيث تركز الآن على برامج التنمية بدلاً من توزيع المساعدات على القادة القبليين أو المسؤولين الحكوميين. ومع ذلك، لا يزال تأثير الحرب على التعليم في اليمن كارثيًا. تقول المديرة فتحية العفيفي: “وقف التعليم كان له تأثير مروع… جيل كامل لا يستطيع القراءة أو الكتابة. هذا كارثة”.
في الختام، يعاني التعليم في اليمن من تحديات كبيرة نتيجة للحرب المستمرة. رغم الجهود المبذولة لإعادة بناء التعليم، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لضمان حصول جميع الأطفال اليمنيين على تعليم جيد. يتطلب ذلك دعمًا مستمرًا من المجتمع الدولي والجهات المانحة لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
