أنقرة – وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق يوم الاثنين في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 13 عامًا، مما يبشر بفصل جديد بين الجارتين في الوقت الذي يزيدان فيه تعاونهما وسط حالة عدم الاستقرار المتصاعدة في المنطقة.
وخروجاً عن الممارسة التقليدية، استقبل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أردوغان في مطار بغداد الدولي. ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس التركي أيضا بالرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد خلال زيارته التي تستغرق يوما واحدا والتي ستأخذه أيضا إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان شبه المستقل. ومن المقرر أيضا أن يعقد أردوغان والسوداني مؤتمرا صحفيا مشتركا. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس التركي في أربيل برئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، بالإضافة إلى مسؤولين أكراد عراقيين آخرين.
ووصف المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، الزيارة بأنها “نقطة انطلاق رئيسية في العلاقات العراقية التركية”، مشيراً إلى القضيتين اللتين ستهيمنان على المحادثات، وهما التعاون في مجال الأمن والنزاع الطويل الأمد على تقاسم المياه بين العاصمتين.
ومن بين بنود جدول الأعمال الأخرى استئناف تدفق النفط من خط أنابيب النفط الذي يربط بين البلدين، بالإضافة إلى ما يسمى بمبادرة طريق التنمية التي تهدف إلى ربط محافظة البصرة الجنوبية الغنية بالنفط في العراق بأوروبا عبر تركيا.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأحد، إنه “من المتوقع أن يوقع البلدان أكثر من 20 اتفاق تعاون، بما في ذلك في مجالي الأمن والطاقة، خلال الزيارة”.
وتأتي الزيارة بعد أن استجابت الحكومة العراقية، في خطوة مفاجئة، للمطلب التركي الذي طال أمده في مارس الماضي بحظر حزب العمال الكردستاني. ويقاتل المسلحون المحظورون، المتمركزون في جبال شمال العراق، من أجل الحكم الذاتي الكردي داخل تركيا منذ أوائل الثمانينات، وتعتبرهم تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية.
كما تسببت سلسلة العمليات العسكرية التركية المستمرة، والتي يطلق عليها اسم “المخلب”، ضد مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق والتي بدأت في عام 2019، في توتر بين أنقرة وبغداد، التي تقول إن الوجود العسكري التركي والعمليات العسكرية التركية على الأراضي العراقية كان انتهاكًا لسيادة البلاد. .
ويعتقد المحللون أن تحرك بغداد لحظر حزب العمال الكردستاني يعكس رغبة الحكومة المركزية العراقية في أن يكون لها دور أكبر في العمليات التركية.
وقبيل الزيارة الأسبوع الماضي، أكدت وزارة الدفاع التركية عزمها على توسيع العمليات العسكرية في شمال العراق.
وكانت آخر مرة زار فيها أردوغان العراق في عام 2011. ويعتقد بيلغاي دومان، منسق الدراسات العراقية في مركز دراسات الشرق الأوسط ومقره أنقرة، أن الانقطاع الطويل بين زيارتي الرئيس التركي نشأ عن الخلافات السياسية والخلافات الأمنية.
وقال دومان للمونيتور: “كانت تركيا والعراق تدعمان، إلى حدٍ ما، أطرافاً مختلفة في الحرب الأهلية السورية”. وفي حين دعمت تركيا المتمردين السوريين الذين يقاتلون ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، اتخذت الحكومة المركزية العراقية موقفا أوثق مع النظام السوري إلى جانب حلفائها إيران وروسيا، وفقا لدومان. وأشار إلى أن ذلك كان نتيجة النفوذ الإيراني المتزايد في العراق.
لكن بعد الانتخابات التي أجريت عام 2021، “بدأت الحكومة المركزية العراقية تسعى إلى سياسة خارجية أكثر توازنا، وتبرز تركيا كواحدة من الدول التي ستساعدها على ضمان هذه السياسة المتوازنة”.
هذه قصة متطورة وسيتم تحديثها.