كشف تحليل جديد عن “تجارة منظمة” في النفط الخام بين تركيا وإسرائيل، حيث تم تتبع ثماني رحلات منذ فرض أنقرة حظراً تجارياً في مايو/أيار الماضي بسبب تصرفات إسرائيل في غزة، كما يقول الناشطون.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، نشرت حملة “أوقفوا تأجيج الإبادة الجماعية” أدلة تشير إلى أن الناقلة “سيفيجور” كانت تشحن النفط الخام من ميناء جيهان التركي إلى خط أنابيب بالقرب من عسقلان في إسرائيل.
والميناء هو المحطة الأخيرة على خط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان (BTC) المملوك لشركة بي بي، والذي ينقل النفط الخام الأذربيجاني من أذربيجان. ويتم بعد ذلك شحن النفط من محطة حيدر علييف في جيهان إلى إسرائيل، وهو ما يمثل حوالي 30 بالمائة من وارداتها من النفط الخام.
وقام الباحثون منذ ذلك الحين بتتبع 10 رحلات قامت بها الناقلة “كيمولوس” في العام الماضي بين جيهان وعسقلان، ثمانية منها حدثت بعد أن أعلنت تركيا حظرها في مايو.
وعلى الرغم من قيام السفينة بإيقاف إشارة التتبع الخاصة بها لعدة أيام في شرق البحر الأبيض المتوسط لإخفاء مسارها، تمكن الباحثون من التعرف عليها على أنها ترسو في إسرائيل 10 مرات باستخدام صور الأقمار الصناعية.
نشرة ميدل إيست آي الإخبارية الجديدة: جيروزاليم ديسباتش
قم بالتسجيل للحصول على أحدث الأفكار والتحليلات حول
إسرائيل وفلسطين، إلى جانب نشرات تركيا غير المعبأة وغيرها من نشرات موقع ميدل إيست آي الإخبارية
تكشف سجلات ميناء كيمولوس أنه في رحلة نموذجية إلى إسرائيل، يتم تسجيل الناقلة على أنها متجهة إلى مصر، وتغادر بحمولة كاملة من النفط. لكن الناقلة لا ترسو في مصر، بل “تختفي” لبضعة أيام في شرق البحر الأبيض المتوسط.
تتبع هذه الإستراتيجية نمطًا مشابهًا لنمط Seavigour، الذي قام أيضًا بإيقاف تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بالموقع وظهر مرة أخرى في صقلية بعد أيام.
التعرض الثاني الأكثر خطورة
كل من Kimolos وSeavigour عبارة عن سفن بحجم Suezmax، وهي مستأجرة خصيصًا لشحنات النفط الخام.
ونقلاً عن سجلات التصدير الرسمية للدولة، قال الباحثون إن أذربيجان صدرت 1.3 مليون طن من النفط الخام إلى إسرائيل شهرياً منذ بدء حربها على غزة في أكتوبر 2023.
وبما أن كلا من Kimolos وSeavigour يمكنهما نقل ما يقرب من 140 ألف طن متري، فإن تصدير 1.3 مليون طن من النفط الخام سيتطلب ما بين ثماني إلى 10 رحلات شهريًا في المتوسط.
وقال الباحثون: “إن نقل النفط الخام لا ينتهك الحظر الاقتصادي فحسب، بل إن معدل وتكرار إعادة التزود بالوقود يؤدي بشكل فعال إلى استمرار جرائم الحرب”، مشيرين إلى أن صادرات النفط الخام يتم تكريرها لتزويد الطائرات المقاتلة من طراز F-35 التي تستخدمها الولايات المتحدة بالوقود. إسرائيل في غزة.
يشير تقرير استقصائي صادر عن شركة Energy Embargo لفلسطين، يوثق كيفية تكرير النفط الخام الذي يزود إسرائيل به عبر خط أنابيب BTC إلى وقود طائرات مقاتلة، إلى أنه يمكن النظر إلى تركيا على أنها تنتهك واجب منع الإبادة الجماعية من قبل محكمة العدل الدولية إذا قضت بأن إسرائيل ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة.
أدلة جديدة تكشف استمرار شحنات النفط من تركيا إلى إسرائيل رغم الحظر
اقرأ المزيد »
وقال باحث في حملة “أوقفوا تأجيج الإبادة الجماعية” إن النتائج دليل على “تجارة منظمة للنفط الخام الذي يتم شحنه من الموانئ التركية إلى إسرائيل”.
وأضاف الباحث: “لقد حذرنا من أن أدلتنا السابقة لم تكن سوى قمة جبل الجليد”.
ونفت وزارة الطاقة التركية مرارا وتكرارا أن أي ناقلات نفط متجهة إلى إسرائيل قد غادرت ميناء جيهان منذ شهر مايو، مشيرة إلى أن “الشركات التي تنقل النفط عبر خط أنابيب BTC للتصدير إلى الأسواق العالمية من محطة حيدر علييف احترمت قرار تركيا الأخير بعدم الدخول في تجارة مع إسرائيل”.
وقالت الحملة إن الاكتشافات الجديدة تشكل “كشفًا ثانيًا وأكثر خطورة” لادعاءات الوزارة.
وزادت صادرات النفط الأذربيجانية إلى إسرائيل أربعة أضعاف منذ بداية هذا العام، حيث تضخمت من 523.554 طن في يناير إلى 2.372.248 طن في سبتمبر.
أفاد موقع ميدل إيست آي سابقًا أن مجموعة المناصرة Oil Change International، التي كتبت تقريرًا يتتبع شحنات النفط إلى إسرائيل حتى يوليو 2024، قالت إن مصادر بياناتها أظهرت شحنات متعددة من جيهان منذ مايو.
صرح مسؤول تركي سابقًا لموقع Middle East Eye بأن شركة بريتيش بتروليوم تبيع النفط لشركات وسيطة، لا تستطيع أنقرة السيطرة عليها، وتقوم الناقلات بالتقاط النفط “دون الإعلان عن وجهتها النهائية”.
ويأتي هذا الكشف بعد أن أعلنت أنقرة في تشرين الثاني/نوفمبر قطع جميع علاقاتها مع إسرائيل.