نجا القائد العسكري السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان من هجوم بطائرة بدون طيار على قاعدة عسكرية في شرق السودان، الأربعاء، بحسب تقارير متعددة.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن عدة ضربات بطائرات بدون طيار استهدفت حفل تخرج عسكري في قاعدة للجيش في بلدة جيبت بولاية البحر الأحمر. وقالت مصادر للجزيرة إن البرهان الذي كان يحضر الحفل لم يصب بأذى وغادر إلى مدينة بورتسودان.
وقالت القوات المسلحة السودانية في بيان إن دفاعاتها الجوية اعترضت طائرتين مسيرتين أطلقتا على القاعدة بعد انتهاء الحفل، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين.
ولم تعلن قوات الدعم السريع شبه العسكرية، التي تخوض معارك عنيفة مع القوات المسلحة السودانية منذ أكثر من عام، مسؤوليتها عن الهجوم.
ويعد الهجوم هو الأول المنسوب لقوات الدعم السريع في ولاية البحر الأحمر منذ اندلاع الصراع على السلطة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023. وكانت هناك هجمات سابقة قادتها قبائل محلية ضد الجيش خوفا من وجوده في المنطقة.
وفي ظل الهدوء النسبي في الولاية، أصبحت مدينة بورتسودان، التي تقع على بعد نحو 100 كيلومتر (62 ميلاً) من جيبت، بمثابة العاصمة الفعلية للجيش.
وتعرضت مواقع للجيش في أماكن أخرى من السودان لهجمات متكررة ألقي باللوم فيها على قوات الدعم السريع.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أطلقت عدة طائرات بدون طيار على مقر فرقة للجيش في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض في جنوب السودان. كما أفادت وسائل إعلام محلية بوقوع ضربات بطائرات بدون طيار في مدينة ربك وقاعدة جوية في كنانة.
وفي يونيو/حزيران الماضي، قالت القوات المسلحة السودانية إن دفاعاتها الجوية أسقطت ست طائرات بدون طيار أطلقتها قوات الدعم السريع على ثلاث مناطق عسكرية في ولايتي الخرطوم والنيل الأبيض.
ويأتي هجوم الأربعاء في جيبت بعد يوم واحد من تحديد وزارة الخارجية السودانية عدة شروط للمشاركة في محادثات وقف إطلاق النار التي ترعاها الولايات المتحدة.
وقالت الوزارة في بيان أصدرته الثلاثاء إنها “مستعدة للدخول في أي مفاوضات تنهي احتلال قوات الدعم السريع للمدن ومنازل المواطنين”، لكن أي محادثات يجب أن تسبقها الانسحاب الكامل لقوات الدعم السريع وإنهاء توسعها في البلاد.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت قوات الدعم السريع أنها ستحضر محادثات السلام في سويسرا المقررة في 14 أغسطس/آب.
وكتب قائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو على تويتر: “إننا نتشارك مع المجتمع الدولي هدف تحقيق وقف إطلاق النار الكامل في جميع أنحاء البلاد وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى كل من يحتاج إليها”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الثلاثاء الماضي، إن واشنطن دعت الأطراف المتحاربة في السودان إلى محادثات وقف إطلاق النار في سويسرا.
في مايو/أيار 2023، توسطت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في محادثات في جدة بين الأطراف السودانية المتنافسة. لكن المحادثات انهارت بعد شهر واحد، حيث اتهم الجيش قوات الدعم السريع بالفشل في تنفيذ شروط الاتفاق الذي تم التوصل إليه هناك. وعقدت الجولة الأخيرة من المفاوضات في ديسمبر/كانون الأول.
وتأتي هذه الجهود الأميركية المتجددة في وقت يستمر فيه تدهور الوضع الإنساني في السودان. فقد أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص وأجبرت أكثر من عشرة ملايين آخرين على الفرار من منازلهم في ما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ أزمة نزوح في العالم.