تركيا: أغلبية ضئيلة من الأتراك ترى أن سقوط أسرة الأسد أمر إيجابي

أظهر استطلاع للرأي أجري مؤخرا في تركيا أن غالبية الجمهور في البلاد راضية عن الإطاحة ببشار الأسد في سوريا.

وقال ما يزيد قليلاً عن 51% من المشاركين في الاستطلاع إنهم راضون عن انهيار أسرة الأسد، بينما أعرب 27% عن الحياد بشأن هذه المسألة.

وأجرت شركة “ستراكوم” للأبحاث والاستشارات الاستطلاع في الفترة من 8 إلى 11 ديسمبر/كانون الأول.

منذ بداية الحرب الأهلية السورية، كانت الحكومة التركية، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، داعمًا رئيسيًا للمعارضة السورية، التي أمضت ما يقرب من 14 عامًا في محاولة الإطاحة بالأسد.

وفي المقابل، حثت المعارضة التركية بشكل دوري الرئيس على التواصل مع الأسد لحل الأزمة السورية.

ومن أكثر القضايا إلحاحاً بالنسبة للمجتمع التركي وجود أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري، استضافتهم تركيا لأكثر من عقد من الزمن.

وعلى الرغم من الضغوط الكبيرة من حزبه وناخبيه، وقف أردوغان إلى جانب اللاجئين قبل الانتخابات الرئاسية الحاسمة في مايو 2023، معلناً أنه لن يعيدهم قسراً.

ومع ذلك، منذ العام الماضي، قام وزير الداخلية التركي الجديد، علي يرليكايا، بترحيل سوريين بشكل متقطع إلى المناطق التي تسيطر عليها تركيا في شمال سوريا في محاولة لتقليل أعدادهم.

وكشف الاستطلاع أن 61% من المشاركين يعتقدون أن اللاجئين السوريين سيعودون إلى ديارهم بعد الإطاحة بالأسد.

وفي الأسبوع الماضي، ذكر يرلي كايا أن عدد السوريين الذين يغادرون تركيا تضاعف منذ سقوط الأسد، حيث فتحت أنقرة بوابة حدودية جديدة في هاتاي لتسريع عودة اللاجئين.

وينسب العديد من المحللين الفضل إلى أردوغان باعتباره لاعباً محورياً وراء الإطاحة بالأسد.

ومع ذلك، أرجع 43% فقط من المشاركين في الاستطلاع هذا النجاح إلى أردوغان.

وقال سيرين كينار، المؤسس والمدير العام لشركة ستراكوم، إن أردوغان يمكن أن يستغل سقوط الأسد لصالحه في السياسة الداخلية، بالنظر إلى أن الأغلبية تعتبره ناجحًا في هذا الصدد.

وسلط الاستطلاع الضوء أيضا على المخاوف الإقليمية. وأعرب أكثر من ثلث المشاركين عن قلقهم بشأن الزيادة المحتملة في نفوذ إسرائيل في المنطقة بعد سقوط الأسد، في حين أشار أكثر من 43% إلى أنهم لم يقرروا بعد بشأن هذا الموضوع.

وقال كينار لموقع ميدل إيست آي: “هناك قلق بين بعض المشاركين في الاستطلاع من أن إسرائيل قد تستغل الوضع في سوريا وتوسع نفوذها في المنطقة”.

“وهذا الشعور واضح بشكل خاص حتى بين أولئك الذين ينظرون إلى سقوط النظام بشكل إيجابي.”

وأشار كينار أيضًا إلى أن سقوط الأسد أثار توقعات جديدة بعودة اللاجئين السوريين قريبًا.

وأضافت: “إذا لم يحدث هذا خلال فترة زمنية قصيرة، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم التوترات داخل المجتمع التركي”.