أضافت شركة OpenAI مؤخرًا ميزة الدردشة الجماعية إلى تطبيقها الشهير، ChatGPT. تتيح هذه الميزة للمستخدمين دعوة أصدقائهم للانضمام إلى محادثة جديدة داخل التطبيق، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي، ChatGPT، المشاركة وتقديم المساعدة عند الحاجة. هذه الإضافة الجديدة تثير فضول المستخدمين، ولكنها أيضًا قد تبدو مربكة للبعض، خاصةً فيما يتعلق بخصوصية البيانات وأمانها.

أعلنت OpenAI عن إطلاق هذه الميزة على نطاق عالمي بعد فترة تجريبية ناجحة مع مجموعة من المستخدمين الأوائل. تتوفر الدردشات الجماعية الآن لجميع المستخدمين المسجلين في ChatGPT، بغض النظر عن خطة الاشتراك الخاصة بهم (مجانية، Go، Plus، أو Pro). تأتي هذه الخطوة في سياق سعي OpenAI المستمر لتحسين وتوسيع قدرات ChatGPT، وجعله أداة أكثر تفاعلية وفائدة للمستخدمين.

ما هي إمكانيات استخدام ChatGPT في الدردشات الجماعية؟

تعتبر فكرة نقل محادثاتك الجماعية مع الأصدقاء إلى داخل ChatGPT أمرًا غير تقليدي. قد يثير هذا الأمر تساؤلات حول الخصوصية والأمان، بالإضافة إلى الشعور بالغرابة من وجود ذكاء اصطناعي يشارك في حياتك الاجتماعية. ومع ذلك، يمكن أن تكون هناك بعض الاستخدامات العملية لهذه الميزة.

أظهرت OpenAI في فيديو توضيحي للميزة، مثالاً على استخدامها في مساعدة مجموعة من الأصدقاء على اتخاذ قرار بشأن مكان تناول العشاء، حيث قدم ChatGPT عدة توصيات للمطاعم. هذا يوضح إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في تسهيل عملية اتخاذ القرارات الجماعية وتقديم اقتراحات مفيدة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام ChatGPT في الدردشات الجماعية لأغراض أخرى مثل:

المساعدة في التخطيط

يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في تنظيم الرحلات، أو وضع جداول زمنية للمشاريع الجماعية، أو حتى اقتراح أنشطة ترفيهية مناسبة لجميع أفراد المجموعة.

الدعم التعليمي

يمكن للطلاب استخدام ChatGPT في مجموعات دراسية لمناقشة المفاهيم الصعبة، أو الحصول على مساعدة في حل الواجبات المدرسية، أو حتى إجراء اختبارات قصيرة.

إنشاء المحتوى

يمكن للمجموعات الإبداعية استخدام ChatGPT لتبادل الأفكار، أو كتابة النصوص، أو حتى تأليف القصص أو السيناريوهات.

ومع ذلك، تشير التجارب الأولية إلى أن ChatGPT يميل إلى التدخل في المحادثات بشكل متكرر، خاصةً إذا لم تكن الرسائل موجهة بشكل مباشر إلى شخص معين. كما أن ردود ChatGPT غالبًا ما تكون مطولة ومفصلة، مما قد يكون مزعجًا في سياق الدردشة الجماعية السريعة.

في تجربة أجراها أحد المراقبين، حاول مع أصدقائه إثارة جدال وهمي في الدردشة الجماعية لمعرفة ما إذا كان ChatGPT سينحاز إلى أحد الأطراف. النتيجة كانت غير حاسمة، حيث لم يتمكن ChatGPT من اتخاذ موقف واضح. هذا يذكرنا بتجربة سابقة قام بها أحد المستخدمين، حيث تساءل عن رد فعل الذكاء الاصطناعي إذا تعرض للإيذاء، في إشارة إلى فيلم شهير.

أما فيما يتعلق باقتراح المطاعم، فقد قدم ChatGPT توصية بمطعم فاخر ومعروف في مدينة نيويورك، وهو خيار قد لا يكون مناسبًا للجميع بسبب ارتفاع أسعاره وصعوبة الحصول على حجز.

على الجانب الإيجابي، أثبت ChatGPT فائدته في مساعدة مجموعة من الزملاء في وضع خطة سير لرحلة تخييم. حيث قدم الذكاء الاصطناعي نصائح مفيدة، مثل اقتراح التقاط صورة لشاشة مرور السيارة بسبب ضعف تغطية شبكة الهاتف المحمول.

مستقبل الدردشات الجماعية المدعومة بالذكاء الاصطناعي

على الرغم من أن استخدام ChatGPT للدردشات الجماعية قد لا يكون مثاليًا في الوقت الحالي، إلا أنه يمثل خطوة واعدة نحو تطوير أدوات تواصل أكثر ذكاءً وتفاعلية. فإمكانية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لمساعدة المجموعات على التعاون والتخطيط وحل المشكلات تفتح آفاقًا جديدة.

من المرجح أن نشهد في المستقبل القريب تحسينات كبيرة في هذه الميزة، مثل القدرة على تخصيص سلوك ChatGPT في الدردشات الجماعية، أو تحديد نطاق تدخلاته، أو حتى تدريبه على فهم السياقات الاجتماعية بشكل أفضل.

يبقى أن نرى كيف سيستجيب المستخدمون لهذه الميزة الجديدة، وما هي الاستخدامات الإبداعية التي سيجدونها لها. من المؤكد أن OpenAI ستراقب عن كثب ردود الفعل وتقوم بإجراء التعديلات اللازمة لتحسين تجربة المستخدم. الخطوة التالية المتوقعة هي إطلاق تحديثات دورية بناءً على ملاحظات المستخدمين، مع التركيز على تحسين دقة التوصيات وتقليل التدخل غير المرغوب فيه في المحادثات.

الكلمات المفتاحية: ChatGPT, الدردشة الجماعية, الذكاء الاصطناعي, OpenAI, تطبيقات الذكاء الاصطناعي

شاركها.