شهد سهم شركة ميكرون تكنولوجي ارتفاعًا ملحوظًا يوم الخميس، مما أعطى دفعة لقطاع التكنولوجيا الذي شهد تباطؤًا بسبب المخاوف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. هذا الارتفاع جاء بعد إعلان الشركة عن نتائجها المالية للربع الأول والتي تجاوزت تقديرات المحللين لكل من الأرباح لكل سهم والإيرادات، بالإضافة إلى توقعاتها الإيجابية للعام المقبل. أثار أداء ميكرون، وهي شركة رائدة في تصنيع الرقائق، تفاؤلاً في وول ستريت، خاصةً بعد فترة من عدم اليقين بشأن استدامة زخم أسهم الذكاء الاصطناعي.

أعلنت شركة ميكرون عن نتائجها المالية يوم الأربعاء، حيث سجلت إيرادات وأرباحًا تفوق التوقعات، مما أدى إلى ارتفاع أسهمها بنسبة تصل إلى 14٪ في التداول. وقد أشاد المحللون بهذا الأداء باعتباره أحد أكبر المفاجآت الإيجابية في قطاع أشباه الموصلات مؤخرًا.

ميكرون تقود انتعاش قطاع الرقائق

وفقًا لمحللي مورغان ستانلي، يُعد هذا الأداء أفضل تجاوز للإيرادات والأرباح الصافية في تاريخ الشركات الأمريكية المتخصصة في أشباه الموصلات، باستثناء شركة NVIDIA. وقد أكدت الشركة تصنيفها لميكرون كأحد الأسهم الأكثر تفضيلاً لديها، ورفعت السعر المستهدف للسهم إلى 350 دولارًا، مما يشير إلى إمكانية ارتفاعه بنسبة 38٪ تقريبًا.

أيد محللون آخرون في وول ستريت هذا التقييم الإيجابي. فقد أشارت بنك أوف أمريكا إلى أنها ترفع تقديرات أرباح السهم للفترة المالية 2026-2028 بنسب كبيرة تصل إلى 62٪ و80٪ و42٪ على التوالي. وترجم هذا إلى توقعات لأرباح السهم للفترة من 2026 إلى 2027 بقيمة 37.25 دولارًا و37.00 دولارًا على التوالي، بزيادة تتجاوز 70٪ عن التوقعات السابقة، مع رفع توصية السهم إلى “شراء” من “محايد” والسعر المستهدف إلى 300 دولارًا من 250 دولارًا.

في الآونة الأخيرة، أثارت قوة قطاع الذكاء الاصطناعي بعض المخاوف، حيث تأثرت أسهم شركات مثل Oracle و CoreWeave، والتي أصبحت رموزًا لما يراه المستثمرون بمثابة مبالغة في التقييم بسبب سنوات من التفاؤل المفرط في السوق.

يُعتبر تقدم ميكرون مؤشرًا ضروريًا على أن الطلب على الذكاء الاصطناعي لا يزال قويًا. فقد شهدت إيرادات رقائق الوصول العشوائي الديناميكي (DRAM)، وهي مكون رئيسي في خوادم الذكاء الاصطناعي، زيادة كبيرة بنسبة 69٪. وتشير هذه الزيادة إلى قدرة ميكرون على الاستفادة من النمو المستمر في مجال الذكاء الاصطناعي.

تحليل المحللين وتوقعاتهم

أكد المحلل في شركة ميزوهو أمريكا، فيجاي راكش، تصنيفه “أداء أفضل” للسهم، ورفع السعر المستهدف من 270 دولارًا إلى 290 دولارًا، مشيرًا إلى أن أسعار رقائق DRAM تتضاعف تقريبًا مقارنة بالربع السابق.

من جانبه، أعرب كارل أكرمان من بنك باريباس عن تفاؤله الشديد بشأن سهم ميكرون بعد النتائج المالية القوية. وقد أكد سعرًا مستهدفًا قدره 270 دولارًا، مما يشير إلى إمكانية ارتفاع السعر بنسبة 20٪ من سعره الحالي البالغ 225 دولارًا، وذلك استنادًا إلى إمكانات النمو لكل من رقائق DRAM وذاكرة الفلاش NAND.

وأوضح أكرمان أن ميكرون تتوقع نموًا في الطلب على رقائق DRAM وNAND بنسبة 20٪ تقريبًا على أساس سنوي في عام 2026. كما تتوقع الشركة زيادة في إنتاجها من هذه الرقائق بنسبة 20٪.

أعرب بول ميكس، المدير العام ورئيس أبحاث التكنولوجيا في Freedom Capital Markets، عن توقعاته بارتفاع كبير في سهم ميكرون. وأشار إلى أنه يعتقد أن البناء التحتي للذكاء الاصطناعي سيستمر لمدة عام على الأقل، وربما عامين.

واختتم ميكس قائلاً إن هذا يشير إلى إمكانية تجاوز الأرباح للتقديرات الحالية، والتي تبلغ بالفعل حوالي 34 دولارًا للسهم. ويرى أن السعر المستهدف البالغ 300 دولار يبدو قابلاً للتحقيق، بل وقد يتجاوزه.

يُعد الأداء المتميز لميكرون تتويجًا لعام قوي للغاية للشركة. على الرغم من أن السهم غالبًا ما يكون في الظل مقارنة بمنافسيه الأكبر مثل NVIDIA و AMD، إلا أنه تفوق عليهما بشكل كبير في عام 2025، حيث ارتفع بنسبة تقارب 200٪ حتى الآن، مقارنة بـ 28٪ لشركة NVIDIA و 65٪ لشركة AMD.

من المتوقع أن يواصل قطاع الرقائق النمو، مدفوعًا بالطلب القوي على حلول الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض المخاطر والعوامل التي يجب مراقبتها، مثل التوترات الجيوسياسية والتغيرات في السياسات التجارية. كما أن تطورات التكنولوجيا في مجال الذاكرة قد تؤثر على أداء الشركات المصنعة للرقائق. سيراقب المستثمرون عن كثب تقارير الأرباح القادمة لميكرون، بالإضافة إلى التطورات في قطاع الذكاء الاصطناعي بشكل عام، لتقييم فرص الاستثمار المستقبلية.

شاركها.