كشفت وثائق حديثة عن أسماء بارزة في عالم المال والأعمال الأمريكيين، بمن فيهم مسؤولون سابقون ورؤساء تنفيذيون كبار، الذين ذكرهم جيفري إبستين كأشخاص يمكنهم تولي شؤون ممتلكاته في حال وفاته. هذه الوثائق، التي تم إصدارها الثلاثاء من قبل وزارة العدل الأمريكية، تأتي في أعقاب صدور قانون “ملفات إبستين للشفافية” الذي يلزم الحكومة بنشر الملفات المتعلقة بقضية إبستين. وتثير هذه الكشوفات تساؤلات جديدة حول شبكة علاقات إبستين الواسعة وتأثيرها المحتمل.

تضمنت النسخ المختلفة من وصية إبستين أسماء شخصيات بارزة مثل لاري سامرز، وزير الخزانة الأمريكي السابق، وجيس ستايلي، الرئيس التنفيذي السابق لبنك باركليز، وجيمي كاين، الرئيس التنفيذي السابق لشركة بير ستيرنز، كمرشحين لتنفيذ وصيته. النسخة النهائية من الوصية، التي تم توقيعها في أغسطس 2019، أي قبل وقت قصير من انتحاره أثناء احتجازه بتهم تتعلق بالاتجار بالجنس، عينت محاميه الشخصي دارين إندييك والمحاسب ريتشارد كان كمنفذين للوصية.

كشف شبكة علاقات إبستين

تأتي هذه الكشوفات في وقت يزداد فيه التدقيق في حياة إبستين وعلاقاته، خاصة بعد إدانة شريكته غيسلين ماكسويل بالسجن لمدة 20 عامًا في عام 2022 بتهمة الاتجار بالفتيات لإبستين. كما أن إبستين قد أقر بالذنب في عام 2008 في قضية تتعلق بسوء السلوك الجنسي مع قاصر. الوثائق المنشورة لا تشير إلى تورط أي من الأشخاص المذكورين في أي مخالفات، ولكنها تلقي الضوء على مدى اتساع دائرة معارفه.

تتضمن الملفات أيضًا إشارات إلى شخصيات أخرى بارزة مثل الرئيس دونالد ترامب والرئيس السابق بيل كلينتون. ومع ذلك، تؤكد السلطات أن مجرد ذكر اسم شخص ما في الوثائق لا يعني بالضرورة تورطه في أي أنشطة غير قانونية.

دور كاين وستايلى وسامرز

كان كاين، الذي توفي في عام 2021، قد تم تعيينه كمنفذ مشارك لوصية إبستين في نسخ موقعة عامي 2003 و 2004. عمل إبستين في شركة بير ستيرنز في الثمانينيات، قبل أن يصبح مستشارًا ماليًا لرجال أعمال بارزين مثل ليس ويكسنر وليون بلاك.

في عام 2012، أدرج إبستين ستايلي – الذي كان آنذاك مسؤولاً تنفيذيًا في بنك جي بي مورغان تشيس – كمنفذ احتياطي لوصيته. وفي عام 2013، تمت ترقية ستايلي إلى منصب المنفذ المشارك، جنبًا إلى جنب مع إندييك. واستمر ستايلي في هذا المنصب في نسخة الوصية لعام 2014، حيث أدرج إبستين سامرز كمنفذ احتياطي.

استقال ستايلي من منصبه كرئيس تنفيذي لبنك باركليز في عام 2021 بعد تحقيق في علاقاته بإبستين من قبل الهيئة التنظيمية البريطانية، التي منعته من العمل في القطاع المالي. وقد أيدت محكمة بريطانية هذا الحظر في وقت سابق من هذا العام، ووجدت أنه كذب بشأن وجود علاقة “مهنية بحتة” مع إبستين.

في المقابل، استقال سامرز من منصبه التدريسي في جامعة هارفارد ومن مقعده في مجلس إدارة OpenAI بعد نشر العديد من رسائل البريد الإلكتروني بينه وبين إبستين من قبل لجنة الرقابة بمجلس النواب الأمريكي الشهر الماضي.

أكد المتحدث باسم سامرز أن الاقتصادي لم يكن متورطًا في الشؤون المالية لإبستين. وقال في بيان: “لم يكن لدى السيد سامرز أي علم بأنه تم إدراجه في نسخة مبكرة من وصية إبستين ولم يكن له أي دور في شؤونه المالية أو إدارة ممتلكاته.”

تداعيات محتملة وقضايا متعلقة بـ جيفري إبستين

بالإضافة إلى ذلك، كشفت الوثائق عن اسم كاثريين روملر، المحامية البارزة في بنك جولدمان ساكس، كمنفذة احتياطية للوصية في نسخة سابقة. رفضت روملر، من خلال جي بي مورغان، التعليق عندما تم نشر الوصية من قبل لجنة الرقابة بمجلس النواب الأمريكي في وقت سابق من هذا الشهر.

من المتوقع أن تستمر التحقيقات في شبكة علاقات إبستين وتداعياتها في الأشهر المقبلة. سيراقب المراقبون عن كثب أي تطورات جديدة في هذه القضية، بما في ذلك أي معلومات إضافية قد تظهر حول دور الأفراد المذكورين في الوثائق. كما سيتابعون أي إجراءات قانونية محتملة قد يتم اتخاذها بناءً على هذه الكشوفات. لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه المعلومات ستؤدي إلى مزيد من التحقيقات أو اتهامات، لكنها تزيد بالتأكيد من التدقيق العام في قضية إبستين المعقدة والمثيرة للجدل.

شاركها.