تشهد الولايات المتحدة الأمريكية زخمًا في إنفاق المستهلكين خلال فترة عيد الشكر، ومن المتوقع أن يحقق يوم الجمعة الأسود (الجمعة السوداء) أرقامًا قياسية جديدة هذا العام. تتوقع شركة Adobe، الرائدة في مجال تحليل التجارة الإلكترونية، أن ينفق المستهلكون 11.7 مليار دولار عبر الإنترنت في يوم الجمعة الأسود، بزيادة قدرها 8.3% مقارنة بعام 2024. يعكس هذا التوجه استمرار قوة الاقتصاد الأمريكي وقدرة المستهلكين على الإنفاق.
يأتي هذا الإنفاق القوي بعد يوم عيد شكر أفضل من المتوقع، حيث بلغ إجمالي الإنفاق 6.4 مليار دولار، بزيادة 5.3% على أساس سنوي. تشير البيانات الأولية إلى أن المستهلكين الأمريكيين يستعدون للاستفادة القصوى من عروض التخفيضات الكبيرة، خاصةً مع توقعات بتجاوز مبيعات يوم الجمعة السوداء مبيعات يوم الاثنين السيبراني (Cyber Monday) لهذا العام.
الجمعة السوداء: ارتفاع الطلب على الألعاب والإلكترونيات والعناية بالبشرة
تظهر بيانات Adobe أن هناك إقبالًا كبيرًا على شراء الألعاب، والإلكترونيات، ومنتجات العناية بالبشرة كـهدايا. من المتوقع أن تكون ألعاب Labubus ومجموعات Lego من بين المنتجات الأكثر مبيعًا. بالإضافة إلى ذلك، يزداد الطلب على أحدث إصدارات الهواتف الذكية، وخاصةً iPhone 17.
وفي قطاع الإلكترونيات القابلة للارتداء، يحظى خاتم Oura بشعبية متزايدة. ورغم استمرار الطلب على PlayStation 5، تشير التوقعات إلى أن Nintendo Switch 2 قد يتفوق عليه كأكثر أجهزة الألعاب رواجًا خلال هذا العام.
تزايد الاهتمام بالعناية بالنفس
يشهد قطاع العناية بالنفس (Self-care) نموًا ملحوظًا، حيث تظهر أدوات تصفيف الشعر، والعطور، ومجموعات العناية بالبشرة كخيارات مفضلة لدى المتسوقين. يعكس هذا الاتجاه تحولًا في أولويات المستهلكين نحو تحسين جودة حياتهم والاهتمام بصحتهم الشخصية.
يعزو المحللون هذا الارتفاع في الإنفاق إلى عدة عوامل، بما في ذلك التخفيضات الكبيرة التي تقدمها الشركات، والتسوق عبر الهاتف المحمول بدافع الاندفاع، واستخدام مساعدي التسوق المدعومين بالذكاء الاصطناعي. أشار فيفيك بانديا، المحلل الرئيسي في Adobe Digital Insights، إلى أن عدد المستهلكين الذين زاروا مواقع البيع بالتجزئة الأمريكية من خلال خدمة الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي ارتفع بنسبة 725% مقارنة بالعام الماضي.
وقد استثمرت العديد من شركات البيع بالتجزئة الكبرى في تطوير روبوتات الدردشة (Chatbots) الخاصة بها التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، أو في إقامة شراكات مع شركات متخصصة في هذا المجال، وذلك بهدف تلبية احتياجات المتسوقين خلال موسم الأعياد. على سبيل المثال، أطلقت شركة Target مساعد تسوق يعتمد على الذكاء الاصطناعي ويقدم اقتراحات للهدايا بناءً على طلبات المستخدمين.
تشير تقديرات Adobe إلى أن “أسبوع التسوق الاحتفالي” (Cyber Week)، الذي يمتد على مدار خمسة أيام ويشمل عيد الشكر، والجمعة السوداء، والاثنين السيبراني، سيشكل 17.2% من إجمالي الإنفاق خلال موسم الأعياد الحالي، ليصل إلى 43.7 مليار دولار. هذا يؤكد أهمية هذه الفترة القصيرة بالنسبة لقطاع التجزئة.
تعتبر هذه الأرقام مؤشرًا إيجابيًا على صحة الاقتصاد الأمريكي وقدرة المستهلكين على مواصلة الإنفاق. ومع ذلك، من المهم مراقبة التطورات الاقتصادية العالمية، مثل التضخم وأسعار الفائدة، والتي قد تؤثر على سلوك المستهلكين في المستقبل القريب. التسوق عبر الإنترنت يواصل نموه، مدفوعًا بالراحة التي يوفرها والخيارات المتنوعة المتاحة.
من المتوقع أن تستمر هذه الاتجاهات خلال الفترة المتبقية من موسم الأعياد. سيراقب المحللون عن كثب أداء يوم الاثنين السيبراني، بالإضافة إلى مبيعات التجزئة التقليدية، لتقييم مدى قوة الإنفاق الاستهلاكي بشكل عام. ستصدر Adobe تقارير تفصيلية عن مبيعات الأعياد في الأسابيع القادمة، مما سيوفر رؤى أعمق حول سلوك المستهلكين والاتجاهات السائدة في السوق.