تستعد شركة بيركشاير هاثاواي لإجراء تغيير قيادي كبير بعد عقود، ويعتقد بعض المحللين أن هذا يمثل فرصة مثالية للمستثمرين لشراء أسهم الشركة. صرحت باربرا جودستين، الشريكة الإدارية في R360، وهي مجموعة استثمارية وشبكات حصرية للأفراد ذوي الثروات العالية جدًا، لشبكة CNBC بأن قرب رحيل وارن بافيت، الرئيس التنفيذي لشركة بيركشاير هاثاواي، يوفر “فرصًا كبيرة” للمستثمرين. هذا التغيير القيادي يثير اهتمامًا متزايدًا في سوق أسهم بيركشاير هاثاواي.

من المقرر أن يتنحى بافيت، البالغ من العمر 95 عامًا، عن منصبه كرئيس تنفيذي لشركة بيركشاير هاثاواي في نهاية عام 2025، بعد ما يقرب من 60 عامًا في هذا الدور. وسيحل محله جريج أبل، الذي يقود الأعمال غير التأمينية للشركة، وسيظل بافيت رئيسًا للشركة. هذا التغيير هو الأول من نوعه منذ فترة طويلة، ويراقب المستثمرون عن كثب تأثيره المحتمل.

فرصة استثمارية في ظل تغيير القيادة في بيركشاير هاثاواي

أكدت جودستين أن هذا التغيير لا يقلل من جاذبية سهم بيركشاير هاثاواي. وأضافت أن شركتها “تستثمر بقوة في بيركشاير هاثاواي، لطالما احترمت تحركاتهم”، واصفة الوضع بـ “خصم تعاقب”. يعتقد المحللون أن السوق قد يبالغ في رد فعله السلبي تجاه التغيير، مما يخلق نقطة دخول جذابة للمستثمرين.

وترى جودستين أن السعر الحالي للسهم أقل من قيمته الحقيقية، حيث ينتظر الجميع ليروا أداء جريج أبل. هذا الترقب يخلق فرصة للمستثمرين للاستفادة من قيمة الشركة قبل أن يرتفع السعر.

سجل سعر سهم بيركشاير هاثاواي ارتفاعًا يقارب 11٪ هذا العام. يعكس هذا الأداء القوي الثقة المستمرة في الشركة وقدرتها على تحقيق عوائد جيدة للمستثمرين.

تراكم النقد والتحركات الاستثمارية المستقبلية

أشارت جودستين بشكل خاص إلى حجم النقد الكبير الذي تحتفظ به بيركشاير هاثاواي، معتقدة أن الشركة كانت “تتحفظ عليه” للسماح لأبل باتخاذ “خطوة كبيرة في عام 2026”. يمنح هذا النقد الشركة مرونة كبيرة للاستفادة من فرص استثمارية جديدة.

في الربع الثالث، بلغ حجم النقد لدى بيركشاير هاثاواي مستوى قياسيًا جديدًا يتجاوز 350 مليار دولار، أو 382 مليار دولار إذا تم استبعاد الحسابات المستحقة لوزارة الخزانة. كما أعلنت الشركة عن زيادة بنسبة 34٪ في دخلها التشغيلي على أساس سنوي، ليصل إلى 13.5 مليار دولار. هذه الأرقام تؤكد الوضع المالي القوي للشركة.

تتوقع جودستين أن تركز بيركشاير هاثاواي، تحت قيادة أبل، على الاستثمار في قطاعات الطاقة والدفاع. تعتبر هذه القطاعات واعدة نظرًا للاتجاهات العالمية الحالية والطلب المتزايد على خدماتها.

أعلن بافيت عن قراره بالاستقالة من منصب الرئيس التنفيذي في مايو، خلال اللحظات الأخيرة من اجتماع الشركة السنوي في أوماها. يأتي هذا الإعلان بعد سنوات من القيادة الناجحة، ويعتبر تتويجًا لمسيرة مهنية استثنائية.

في رسالة إلى المساهمين في نوفمبر، تناول بافيت التغييرات الوشيكة وأشاد بأبل، واصفًا إياه بأنه “مدير عظيم، وعامل لا يكل، ومتواصل صادق”. وأضاف: “لا أستطيع أن أفكر في رئيس تنفيذي، أو مستشار إداري، أو أكاديمي، أو مسؤول حكومي – سمّ ما شئت – أفضله على جريج لإدارة مدخراتكم ومدخراتي”. هذا الدعم القوي من بافيت يعزز الثقة في قدرة أبل على قيادة الشركة بنجاح.

بشكل عام، يرى المحللون أن شركة بيركشاير هاثاواي في وضع جيد للاستفادة من الاتجاهات المستقبلية. من المتوقع أن يستمر أبل في اتباع استراتيجية استثمارية حكيمة، مما سيؤدي إلى تحقيق عوائد جيدة للمستثمرين. الاستثمار في بيركشاير هاثاواي يظل خيارًا جذابًا للمستثمرين على المدى الطويل.

الخطوة التالية المتوقعة هي إعلان بيركشاير هاثاواي عن تفاصيل خطة انتقال السلطة بشكل كامل، بما في ذلك الجدول الزمني المحدد وتوزيع المسؤوليات. سيراقب المستثمرون عن كثب أداء أبل في الأشهر والسنوات القادمة، بالإضافة إلى أي تحركات استثمارية كبيرة تقوم بها الشركة. من المهم أيضًا متابعة التطورات في قطاعات الطاقة والدفاع، حيث من المتوقع أن تكون محاور تركيز رئيسية لبيركشاير هاثاواي في المستقبل.

شاركها.