يثير مقترح فرض ضريبة على الأثرياء في كاليفورنيا جدلاً واسعاً، حيث هدد عدد من كبار المليارديرات بالانتقال خارج الولاية إذا تم تطبيق هذه الضريبة. وقد أرسل المحامي الشهير أليكس سبيرو رسالة إلى حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، نيابة عن موكليه، يعرب فيها عن معارضته الشديدة للمقترح، محذراً من تداعياته الاقتصادية السلبية. هذا المقترح الضريبي، الذي يستهدف الأفراد الذين تزيد ثروتهم الصافية عن مليار دولار، قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في المشهد الاقتصادي للولاية.
الرسالة، التي نشرتها صحيفة بزنس إنسايدر في 11 ديسمبر، تشير إلى أن موكلي سبيرو، وهم من سكان كاليفورنيا الذين سيخضعون لـ “قانون ضريبة المليارديرات” المقترح، يخططون لنقل إقامتهم بشكل دائم إذا تم تطبيق الضريبة. ويأتي هذا التهديد في ظل نقاش متزايد حول العدالة الضريبية وتوزيع الثروة في الولايات المتحدة.
تأثير ضريبة المليارديرات المحتملة على كاليفورنيا
يقترح القانون فرض ضريبة لمرة واحدة بنسبة 5٪ على قيمة أصول الأفراد الذين تزيد ثروتهم عن مليار دولار في كاليفورنيا. إذا جمع المقترح العدد الكافي من التوقيعات، فسيتم طرحه على الناخبين في انتخابات نوفمبر 2026. والجدير بالذكر أن الضريبة، في حال إقرارها، ستطبق بأثر رجعي على جميع سكان كاليفورنيا اعتبارًا من 1 يناير 2026.
على الرغم من أن الحاكم نيوسوم أعرب عن معارضته للضريبة وأكد أنه “سيقاتل” ضدها، إلا أنه لن يتمكن من الاعتراض عليها إذا تم إقرارها من خلال استفتاء شعبي. وهذا يعني أن مصير القانون يعتمد بشكل كبير على رأي الناخبين في كاليفورنيا.
تهديدات بالهجرة وتأثيرها على الاقتصاد
تشير تقارير إلى أن العديد من الأثرياء في كاليفورنيا، بمن فيهم المستثمر بيتر ثيل ومؤسس مشارك في جوجل لاري بيج، قد فكروا بالفعل في تقليل وجودهم في الولاية. ولم ترد ممثلة عن بيج وثيل على طلبات التعليق من بزنس إنسايدر حول ما إذا كانا ممثلين من قبل سبيرو.
وعبر الملياردير بالمر لاكي، المؤسس المشارك لشركة Anduril، عن معارضته الشديدة للإجراء على منصة X (تويتر سابقًا). وأشار إلى أنه دفع بالفعل مئات الملايين من الدولارات كضرائب على أرباحه الأولى، وأن هذا القانون سيفرض عليه وعلى شركائه دفع مليارات الدولارات الإضافية.
يتمتع سبيرو بقائمة عملاء مرموقة تضم العديد من المليارديرات والشخصيات البارزة، بما في ذلك كيم كارداشيان وجاي زي وإيلون ماسك. وهذا يعكس مدى خطورة هذا المقترح بالنسبة للطبقة الثرية في كاليفورنيا.
الحجج القانونية والاقتصادية ضد الضريبة
تستند الرسالة التي أرسلها سبيرو إلى نيوسوم إلى عدة حجج قانونية واقتصادية. وتزعم الرسالة أن القانون ينتهك الدستور الأمريكي من خلال “مصادرة” الثروة دون تعويض عادل. كما تشير إلى أن فرض ضريبة بأثر رجعي على الأفراد الذين غادروا كاليفورنيا قد يكون “قاسياً وظالماً”.
بالإضافة إلى ذلك، تحذر الرسالة من أن القانون سيؤدي إلى “نزيف” لرأس المال والابتكار من كاليفورنيا، حيث أن العملاء مستعدون للانتقال إلى ولايات أخرى ذات بيئة ضريبية أكثر ملاءمة. كما أنه سيجبرهم على بيع أصولهم بشكل قسري، مما قد يؤدي إلى انخفاض قيمتها وتقلبات في السوق.
وتشير الرسالة أيضًا إلى أن القانون يفتقر إلى السوابق التاريخية، مما يجعله عرضة للتحدي القانوني. وتؤكد أن المحكمة العليا الأمريكية قد تتدخل لإبطال القانون إذا اعتبرته غير دستوري.
الخطوات التالية والمخاطر المحتملة
من المتوقع أن يواصل مؤيدو القانون جمع التوقيعات بهدف إدراجه على ورقة الاقتراع في عام 2026. في الوقت نفسه، من المرجح أن يستعد الأثرياء المتضررون لتقديم طعون دستورية ضد القانون إذا تم إقراره.
الوضع الحالي غير مؤكد، ويتوقف الكثير على نتائج جهود جمع التوقيعات والقرارات التي ستتخذها المحاكم. من المهم مراقبة التطورات في هذا الملف، حيث أن له تداعيات كبيرة على الاقتصاد والمناخ الاستثماري في كاليفورنيا. كما أن هذه القضية قد تثير نقاشًا أوسع حول العدالة الضريبية ودور الأثرياء في المجتمع.
الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اقتراح ضرائب على الثروة في الولايات المتحدة. وقد أثارت هذه المقترحات جدلاً حاداً بين المؤيدين والمعارضين، ولا يزال مستقبلها غير واضح.
