تشهد المطارات حول العالم تعقيدات تشغيلية هائلة تتجاوز بكثير مجرد إقلاع وهبوط الطائرات. إدارة المطار تتطلب تنسيقًا دقيقًا بين العديد من الأطراف والتعامل مع حالات الطوارئ غير المتوقعة، بالإضافة إلى مسؤوليات البنية التحتية والأمن. هذا ما أكدته كريستينا كاسوتيس، الرئيس التنفيذي لسلطة مقاطعة Allegheny الجوية، والتي تشرف على مطار بيتسبيرغ الدولي ومطار Allegheny County، في حديثها عن طبيعة عملها اليومي.

تصف كاسوتيس عملها بأنه مزيج من الاستجابة للأحداث الطارئة والتخطيط الاستباقي، حيث تقضي حوالي 50٪ من وقتها في التعامل مع المشكلات التي تطرأ بشكل غير متوقع، و50٪ أخرى في تطوير الاستراتيجيات وتحسين العمليات. وتشير إلى أن المطارات، بطريقة ما، تعمل كمدن صغيرة، مع شبكة معقدة من الخدمات والموظفين الذين يتعين عليهم الاستعداد لأي طارئ.

إدارة المطار: أكثر من مجرد صالات وممرات

تتجاوز مسؤوليات إدارة المطار بكثير ما يراه المسافرون. فبالإضافة إلى عمليات تسجيل الدخول ومناولة الأمتعة، تشمل هذه المسؤوليات صيانة البنية التحتية، وإدارة حركة الطائرات، وضمان الأمن والسلامة، والتعامل مع الظروف الجوية القاسية. وتؤكد كاسوتيس على أن الكثير من هذه العمليات تتم خلف الكواليس، وغالبًا ما لا يلاحظها الركاب.

تشمل المهام اليومية، على سبيل المثال، التأكد من عمل نظام مناولة الأمتعة بكفاءة، وإزالة الثلوج من الممرات في فصل الشتاء، والحفاظ على نظافة الممرات والمناطق المحيطة بها، والتعامل مع أي حوادث قد تحدث في المطار. كما أن هناك حاجة إلى إدارة الحياة البرية، حيث يجب منع الطيور والحيوانات الأخرى من الاقتراب من الطائرات.

تحديات غير متوقعة

تعتبر الاستعداد لحالات الطوارئ جزءًا أساسيًا من عمل المطار. فقد تحدث حوادث أمنية أو حالات طبية طارئة أو أعطال في الأنظمة، ويتعين على الموظفين الاستجابة بسرعة وفعالية. ويتم تدريب فرق المطار بانتظام على التعامل مع هذه الحالات، ويتم إجراء تدريبات وهمية للتأكد من أنهم مستعدون.

من بين التحديات الأخرى التي تواجه إدارة المطار، الحاجة إلى التنسيق مع شركات الطيران والسلطات الحكومية والأطراف الأخرى المعنية. فالمطار ليس مسؤولاً عن تحديد مسارات الرحلات أو أسعار التذاكر، بل يعمل كمنصة لشركات الطيران لتقديم خدماتها. لذلك، يجب على إدارة المطار بناء علاقات قوية مع شركات الطيران وإقناعها بتقديم خدمات إلى وجهات جديدة.

تعتبر قضايا الأمن في المطارات من أهم الأولويات، حيث يتم تطبيق إجراءات أمنية صارمة لحماية الركاب والموظفين والبنية التحتية. وتشمل هذه الإجراءات فحص الأمتعة والركاب، ومراقبة الكاميرات، ونشر أفراد الأمن في جميع أنحاء المطار. وتتطور هذه الإجراءات باستمرار لمواكبة التهديدات الأمنية الجديدة.

بالإضافة إلى ذلك، تواجه المطارات تحديات متزايدة في مجال الاستدامة البيئية. فعمليات المطار تستهلك كميات كبيرة من الطاقة وتنتج انبعاثات ضارة بالبيئة. لذلك، تسعى المطارات إلى تبني ممارسات صديقة للبيئة، مثل استخدام الطاقة المتجددة وتحسين إدارة النفايات.

أحد أكبر سوء الفهم هو الاعتقاد بأن موظفي المطار يحصلون على تذاكر سفر مجانية. توضح كاسوتيس أن المطار هو كيان منفصل عن شركات الطيران، وأن موظفي المطار لا يتمتعون بهذه الميزة.

تؤكد كاسوتيس على أهمية التواصل الفعال مع جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك الركاب وشركات الطيران والموظفين والسلطات الحكومية. فالتواصل الجيد يساعد على بناء الثقة وحل المشكلات وتجنب سوء الفهم.

في الختام، إدارة المطار هي مهمة معقدة ومتطلبة تتطلب مهارات متنوعة وقدرة على التعامل مع الضغوط. وتشير كاسوتيس إلى أنها تستمتع بعملها، وأنها متحمسة لإيجاد طرق جديدة لتحسين كفاءة وفعالية المطارات.

من المتوقع أن تستمر المطارات في التطور والتكيف مع التغيرات في صناعة الطيران. وتشمل هذه التغيرات زيادة الطلب على السفر الجوي، وظهور تقنيات جديدة، وتزايد الاهتمام بالاستدامة البيئية. وستحتاج المطارات إلى الاستثمار في البنية التحتية الجديدة وتبني ممارسات مبتكرة لمواكبة هذه التغيرات. ومن الأمور التي يجب مراقبتها عن كثب، تأثير الذكاء الاصطناعي على عمليات المطار، وكيف يمكن استخدامه لتحسين تجربة الركاب وزيادة الكفاءة.

شاركها.