أعلنت شركة iRobot، الشركة الأم لـ “رومبا” (Roomba) الروبوت المنزلي الشهير، عن إفلاسها بموجب الفصل 11 من قانون الإفلاس الأمريكي يوم الأحد، منهية بذلك 35 عامًا من العمليات. يأتي هذا الإعلان بعد فترة طويلة من تراجع المبيعات والتحديات المالية التي واجهت الشركة، مما أدى إلى هذا القرار الصعب. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة نهاية حقبة لشركة رائدة في مجال الروبوتات المنزلية.
وقالت شركة iRobot، ومقرها ولاية ماساتشوستس، في بيان صحفي صدر يوم الأحد أنها قدمت طلبًا للحماية من الإفلاس في محكمة ديلاوير. ويهدف هذا الإجراء إلى إعادة هيكلة الشركة وضمان استمرار عملياتها، على الرغم من الصعوبات المالية الحالية. وتشمل خطط إعادة الهيكلة بيع الشركة بالكامل لشركة Shenzhen PICEA، وهي الشركة المصنعة الرئيسية ومقرض iRobot.
تراجع مبيعات الروبوتات المنزلية وإفلاس iRobot
يعزى إفلاس iRobot بشكل كبير إلى انخفاض حاد في المبيعات خلال الأشهر الأخيرة. فقد انخفض إجمالي إيرادات الشركة في الربع الثالث من العام بنسبة 25% تقريبًا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مع انخفاض ملحوظ بنسبة 33% في المبيعات داخل الولايات المتحدة. وقد أدى هذا التراجع إلى ضائقة مالية كبيرة، حيث بلغت النقدية المتاحة لدى الشركة 24.8 مليون دولار في 27 سبتمبر، مقارنة بـ 40.6 مليون دولار في 28 يونيو.
بالإضافة إلى ذلك، أثرت محاولة الاستحواذ الفاشلة من قبل شركة أمازون (Amazon) سلبًا على الوضع المالي لـ iRobot. ففي عام 2022، أعلنت أمازون عن نيتها شراء iRobot مقابل 1.7 مليار دولار، ولكنها تراجعت عن الصفقة في يناير 2024 بسبب مخاوف تنظيمية في الولايات المتحدة وأوروبا. هذا الرفض المفاجئ أدى إلى تفاقم الأزمة المالية للشركة.
تأثير صفقة أمازون الفاشلة
أدى انهيار صفقة الاستحواذ مع أمازون إلى سلسلة من الإجراءات التقشفية في iRobot. فقد أعلنت الشركة في نفس يوم إعلان أمازون عن إلغاء الصفقة أنها ستخفض 31% من موظفيها، وسيتنحى الرئيس التنفيذي للشركة، كولين أنجل. كانت هذه الإجراءات بمثابة محاولة يائسة لخفض التكاليف وتحسين الوضع المالي، ولكنها لم تكن كافية لتجنب الإفلاس.
وقد عكست أسعار أسهم iRobot هذا التدهور في الأداء المالي. فقد انخفض سعر السهم بأكثر من 50% خلال العام الماضي، وأكثر من 90% خلال السنوات الخمس الماضية. هذا الانخفاض الحاد في قيمة السهم يشير إلى فقدان ثقة المستثمرين في مستقبل الشركة.
تأسست iRobot في عام 1990 على يد ثلاثة علماء روبوتات من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. واشتهرت الشركة بتقديمها روبوت “رومبا” (Roomba) المنزلي في عام 2002، والذي أحدث ثورة في مجال التنظيف الآلي. وقد ساهم “رومبا” في جعل iRobot اسمًا مألوفًا في العديد من المنازل حول العالم. وتعتبر الروبوتات المنزلية، بما في ذلك “رومبا”، جزءًا من سوق متنامي للتقنيات الذكية.
تهدف صفقة الاستحواذ من قبل Shenzhen PICEA إلى السماح لـ iRobot بمواصلة عملياتها وتطوير منتجات جديدة، بالإضافة إلى سداد المدفوعات المستحقة للبائعين والدائنين والوفاء بالتزاماتها تجاه الموظفين. وبموجب الصفقة، ستصبح iRobot شركة خاصة مملوكة لـ PICEA، وسيتم شطب أسهمها من البورصات. وهذا يعني أن المساهمين الحاليين في iRobot قد يفقدون استثماراتهم.
تعتبر هذه الخطوة جزءًا من اتجاه أوسع في صناعة التكنولوجيا، حيث تواجه الشركات الناشئة والشركات القائمة على حد سواء تحديات متزايدة في الحصول على التمويل والحفاظ على القدرة التنافسية. وتشمل هذه التحديات ارتفاع أسعار الفائدة، والتباطؤ الاقتصادي العالمي، والمنافسة الشديدة من الشركات الكبرى.
من المتوقع أن تستمر عملية إعادة الهيكلة لـ iRobot لعدة أشهر. وستحتاج الشركة إلى الحصول على موافقة المحكمة على خطة إعادة الهيكلة الخاصة بها، بالإضافة إلى إتمام صفقة الاستحواذ مع Shenzhen PICEA. وستكون هناك حاجة إلى مراقبة دقيقة لتطورات هذه العملية، بالإضافة إلى أداء iRobot في السوق بعد إعادة الهيكلة. وستعتمد قدرة الشركة على التعافي على نجاحها في تطوير منتجات جديدة ومبتكرة، وتحسين كفاءتها التشغيلية، واستعادة ثقة المستثمرين.
