شهد شاب أمريكي يدعى مايكل ساترلي نجاحًا باهرًا في مجال التجارة الإلكترونية بفضل مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع على إنستغرام، يظهر فيه وهو يشرب مشروب بيبسي من حاملة علب “تكتيكية” مبتكرة من تصميمه الخاص. وقد ساهم هذا الفيديو الفيروسي في تحقيق مبيعات بقيمة 300 ألف دولار في شهر نوفمبر 2025 وحده لشركته “Cruise Cup”، المتخصصة في المنتجات المطبوعة ثلاثية الأبعاد، بما في ذلك حاملة العلب الأكثر مبيعًا. هذا النجاح يبرز قوة التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي والطلب المتزايد على المنتجات الفريدة والمبتكرة.

بدأ ساترلي، البالغ من العمر 18 عامًا، مشروعه الريادي في سن مبكرة، حيث حاول تقديم خدمات جز العشب للجيران عندما كان في العاشرة من عمره، لكنه لم يحقق نجاحًا كبيرًا في ذلك الوقت. ومع ذلك، وجد طريقه إلى النجاح من خلال التجارة الإلكترونية، حيث قام بتصميم وبيع منتج طارد للرمل، مما وفر له التمويل اللازم لمشروعه التالي، وهي شركة إكسسوارات الأحذية التي تحمل اسم “Solefully”.

الطباعة ثلاثية الأبعاد: مفتاح النجاح في عالم المنتجات المبتكرة

يعتبر ساترلي أن الطباعة ثلاثية الأبعاد هي أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في نجاحه، حيث إنها توفر حاجز دخول منخفضًا للبدء في مجال الإنتاج. فيمكن لأي شخص شراء طابعة ثلاثية الأبعاد بسعر معقول، وتكلفة لفة من خيوط الطباعة منخفضة نسبيًا. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت برامج النمذجة سهلة الاستخدام، وهناك حتى أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكنها إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد بناءً على طلبات المستخدمين.

في البداية، كان ساترلي يعمل من منزله في كلفتون بارك، نيويورك، حيث حول كل جزء من المنزل إلى ورشة عمل. كانت القبو مخصصة للطابعات ثلاثية الأبعاد، وغرفة الطعام منطقة للشحن، بينما كانت غرفته استوديو للتصميم. ولكن مع تزايد الطلب على منتجات “Cruise Cup”، اضطر إلى نقل العمليات إلى مستودع قريب يضم أكثر من 130 طابعة.

التوسع في الإنتاج: من الطباعة ثلاثية الأبعاد إلى التصنيع التقليدي

يعتزم ساترلي التوسع في الإنتاج من خلال إعداد قوالب مع شركة تصنيع لإنتاج منتجات من الفولاذ المقاوم للصدأ بحلول منتصف عام 2026. هذه الخطوة ستسمح له بزيادة حجم الإنتاج وتلبية الطلب المتزايد على منتجاته بشكل أكثر كفاءة. الطباعة ثلاثية الأبعاد تظل حجر الزاوية في عملية التطوير السريع والنماذج الأولية.

ويرى ساترلي أن سر النجاح يكمن في إيجاد فكرة مبتكرة والبدء في تنفيذها على الفور، بدلاً من قضاء شهور في محاولة إتقانها. ويقول إنه لا يمانع في تلقي انتقادات حول منتجاته، طالما أنه يمكنه تحسينها بناءً على ملاحظات العملاء. ويضيف أن الفشل جزء طبيعي من عملية ريادة الأعمال، وأنه يجب على المرء أن يكون مرنًا وقادرًا على التعلم من أخطائه.

بدأ ساترلي في تطوير حاملة العلب بعد أن لاحظ أن أكثر المنتجات مبيعًا في سوق المبردات هو منتج “Yeti”. وقام بتحليل المنتج القياسي لـ “Yeti” وتساءل عن كيفية تحسينه. فكر في جعل عملية التحميل أسهل، بحيث يمكن إدخال العلبة من الأسفل بدلاً من فك الغطاء. كما فكر في تصميم يسمح بإخراج العلبة الفارغة تلقائيًا عند إدخال علبة جديدة، تمامًا مثل آلية إخراج الطلقات في الأسلحة النارية.

عندما قام ساترلي بنشر الفيديو على إنستغرام، لم يكن متأكدًا من ردود الفعل، لكن الفيديو سرعان ما انتشر بشكل كبير. وبدأ يتلقى تعليقات من متابعيه، يطلبون منه إنتاج حاملة علب يمكنها استيعاب علبتين. فاستجاب ساترلي لطلبهم وقام بتصميم حاملة علب مزدوجة، والتي حققت نجاحًا أكبر من سابقتها.

القصة الملهمة لمايكل ساترلي تظهر كيف يمكن للشاب الطموح أن يحول فكرة بسيطة إلى مشروع تجاري ناجح باستخدام التكنولوجيا المتاحة والتركيز على تلبية احتياجات العملاء. الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمرونة في التكيف مع متطلبات السوق، كلها عوامل ساهمت في نجاحه.

من المتوقع أن يستمر ساترلي في التوسع في أعماله وتطوير منتجات جديدة. ومع ذلك، فإن التحديات لا تزال قائمة، مثل الحفاظ على جودة المنتجات وتلبية الطلب المتزايد. سيكون من المثير للاهتمام متابعة تطورات “Cruise Cup” ومشاهدة كيف سيستفيد ساترلي من نجاحه الفيروسي في بناء علامة تجارية مستدامة.

شاركها.