كان العقد الأول من القرن الحادي والعشرين هو العصر الذهبي للعولمة. وكانت فكرة الترابط عبر الحدود تحمل وعداً بخفض أسعار المستهلك وزيادة النمو الاقتصادي من خلال السماح لكل دولة بالتخصص فيما تجيده.

لكن الجانب الاقتصادي من هذه المعادلة تعرض لبعض الضربات في الآونة الأخيرة، مع مواجهة التجارة الحرة لتحديات متزايدة.

في عام 2018، أدت الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب إلى اندلاع حرب تجارية مع الصين. وبحلول عام 2019، تم فرض رسوم جمركية بنسبة 21% على الصين. فُرضت رسوم جمركية على الواردات الصينية، وردت الصين بفرض رسوم جمركية بنسبة 21.8% على السلع الأميركية.

ثم ضرب الوباء الاقتصاد العالمي، وأدى إلى إغلاقه وتسبب في تأثيرات متتالية من مشاكل سلسلة التوريد. ولفت هذا التوقف الانتباه إلى اعتماد البلدان على بعضها البعض في التجارة. على سبيل المثال، أدى قرار الصين بوقف قطاع التصنيع لفترة طويلة إلى تفاقم التضخم في الولايات المتحدة.

وفي هذا العام، تسببت التوترات الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط في حدوث احتكاكات على طرق الشحن في البحر الأحمر.

ويفسر هذا التقدم سبب تزايد السياسات الحمائية في مختلف أنحاء العالم. ففي تقرير صادر في يوليو/تموز عن سوسيتيه جنرال بقلم مانيش كابرا، رئيس استراتيجية الأسهم الأميركية، أشار كابرا إلى اتجاه إعادة التصنيع إلى الداخل على مستوى العالم، والذي يعيد التصنيع المستعان به إلى حدود الدولة، كجزء من النظام العالمي المتغير. ويقول كابرا إن هذا يحدث لأسباب عديدة، بما في ذلك الحد من المخاطر الجيوسياسية، وتنفيذ المبادرات المناخية، وتأمين سلاسل التوريد.

وأضاف كابرا أن خطوة إعادة التصنيع إلى الداخل هي جزء من مبادرة متعددة الاستراتيجيات تشمل التصنيع في الداخل القريب، وهي عملية التجارة مع البلدان الأقرب، والتصنيع في الداخل الصديق، وهي التجارة مع الحلفاء.

ويعتقد أن ارتفاع العجز التجاري الأميركي خلال العام الماضي من المرجح أن يجعله قضية رئيسية لكلا الحزبين السياسيين. ففي يوليو/تموز، ارتفع العجز التجاري الأميركي بمقدار 5.8 مليار دولار عن الشهر السابق إلى 78.8 مليار دولار، وفقا لمكتب التحليل الاقتصادي الأميركي. ويمثل هذا أكبر فجوة عجز منذ يونيو/حزيران 2022.

ورغم أن إدارة ترامب كانت مرتبطة تقليديا بالحروب التجارية والتدابير الحمائية، فإن إدارة بايدن أبقت على التعريفات الجمركية الصينية. بل إنها أعلنت عن تعريفات جمركية إضافية بقيمة 18 مليار دولار على سلع صينية مثل أشباه الموصلات والمركبات الكهربائية، وفقا لمؤسسة الضرائب.

نعم، قد تكون مبادرات إعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة سيئة لبعض أجزاء الاقتصاد ولكنها تخلف العديد من التأثيرات الإيجابية على أجزاء أخرى. فهي ستخلق المزيد من الوظائف في قطاع التصنيع وتعزز الطلب على الشركات المحلية في عملية الخدمات اللوجستية وسلسلة التوريد.

وتشير مذكرة بحثية صادرة عن بنك أوف أميركا في التاسع عشر من سبتمبر/أيلول إلى أن هذا التحول من المقرر أن يفيد أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم المحلية بشكل خاص. ويقولون إن المستفيدين الأوائل حتى الآن بدأوا يرون زيادة في الطلب، ومن المتوقع أن يرى آخرون رياحاً مواتية في السنوات القليلة المقبلة.

وتضيف المذكرة، التي قادتها استراتيجية الأسهم والكمية جيل كاري هول، أنه على مدار العام الماضي، ارتفع الإنفاق على البناء لبناء مرافق التصنيع بنسبة 19% اعتبارًا من يونيو.

وفيما يلي تسعة أسهم مصنفة للشراء في قطاعات تشمل الصناعات، وصناديق الاستثمار العقاري، وشركات الصلب، وأشباه الموصلات، وأجهزة تكنولوجيا المعلومات، والرعاية الصحية والتي يتوقع بنك أوف أميركا أن تشهد ارتفاعاً في الطلب على المنتجات والخدمات.