تأخرت شركة ميتا، المالكة لفيسبوك وإنستغرام، عن إطلاق نظارات الواقع المعزز الجديدة التي تحمل اسمًا رمزيًا “فينيكس”. ويعد هذا التأجيل تطورًا ملحوظًا في خطط الشركة المتسارعة لدخول سوق الأجهزة القابلة للارتداء، ويؤثر على المنافسة في مجال الواقع المعزز.
ووفقًا لما ذكره مسؤولون في ميتا، فإن موعد الإطلاق الذي كان مقررًا في النصف الثاني من عام 2026، قد تم تأجيله رسميًا إلى النصف الأول من عام 2027. يأتي هذا القرار بعد مراجعة شاملة لخطط قسم Reality Labs، الذراع المسؤول عن تطوير تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز لدى ميتا.
تأجيل إطلاق نظارات ميتا للواقع المعزز “فينيكس”
يأتي هذا التأجيل في وقت تزداد فيه المنافسة في سوق الأجهزة التي تدمج بين العالمين الرقمي والواقعي، خاصة بعد إطلاق Apple لنظارتها Vision Pro. يشير هذا إلى أن ميتا ترغب في تخصيص المزيد من الوقت لضمان تقديم منتج مصقول وموثوق يلبي توقعات المستخدمين.
وذكر ماهر سبا، نائب الرئيس لقسم Reality Labs Foundation، في مذكرة داخلية لموظفيه أن هذا القرار اتخذ بناءً على ملاحظات تلقاها من الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج، والتي ركزت على “جعل الأعمال مستدامة” و”استغراق وقت إضافي لتوفير تجارب عالية الجودة”. وأوضح سبا أن الفرق العاملة في Reality Labs ستحتاج إلى تعديل خططها وجداولها الزمنية وفقًا لذلك.
تصميم النظارات والتحديات التقنية
تشير التقارير إلى أن نظارات “فينيكس” تتميز بتصميم يشبه النظارات الواقية، وتتصل بوحدة معالجة خارجية صغيرة (puck) للمساعدة في توفير الطاقة اللازمة ومنع ارتفاع درجة الحرارة. على الرغم من وجود بعض الشكوك الداخلية حول الحاجة إلى هذه الوحدة الإضافية، إلا أن ميتا اختارت الاحتفاظ بها بهدف الحفاظ على وزن وراحة النظارات.
ويواجه فريق التطوير تحديات كبيرة في تحقيق التوازن بين قوة المعالجة والوزن وعمر البطارية، بالإضافة إلى ضمان تجربة مستخدم سلسة ومريحة. ويركز العمل أيضًا على تحسين جودة الشاشة وتقنيات التتبع الحركي لتقديم تجربة واقع معزز غامرة ودقيقة.
بالإضافة إلى “فينيكس”، تخطط ميتا لإصدار جهاز قابل للارتداء “إصدار محدود” آخر يحمل الاسم الرمزي “ماليبو 2” في عام 2026. ولم يتم الكشف عن تفاصيل إضافية حول هذا الجهاز حتى الآن.
في الوقت نفسه، بدأت ميتا العمل على الجيل التالي من أجهزة Quest للواقع الافتراضي، والتي من المتوقع أن تركز على تحسين تجربة الألعاب الغامرة. ويهدف هذا الجهاز الجديد إلى تحقيق “ترقية كبيرة” في القدرات وتحسين “الاقتصاديات الوحدوية” لمنتجات الواقع الافتراضي.
إعادة هيكلة قسم Reality Labs وتوسيع الاستثمار في الذكاء الاصطناعي
في شهر أكتوبر الماضي، قامت ميتا بإعادة تنظيم قسم Reality Labs وكلفت جابرييل أول وريان كيرنز بقيادة جهود الشركة في مجال الميتافيرس. ويشير هذا إلى التزام ميتا القوي بتطوير هذه التقنيات، على الرغم من التحديات المالية التي تواجهها. تدرس ميتا حاليًا إجراء تخفيضات في الميزانية تصل إلى 30% في قسم Reality Labs.
علاوة على ذلك، قامت ميتا بتوسيع استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال الاستحواذ على شركة Limitless، وهي شركة ناشئة تعمل على تطوير أجهزة قلادة تعمل بالذكاء الاصطناعي. يعكس هذا التحول في الاستراتيجية تركيز ميتا المتزايد على دمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها وخدماتها.
بشكل عام، يشير تأجيل إطلاق نظارات “فينيكس” إلى أن ميتا تتبنى نهجًا أكثر حذرًا وواقعية في سعيها لدخول سوق الواقع المختلط، مع التركيز على الجودة والاستدامة، بالإضافة إلى الاستثمار في التقنيات الداعمة مثل الذكاء الاصطناعي والأجهزة القابلة للارتداء. من المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة مزيدًا من التطورات في هذا المجال، مع استمرار الشركات الكبرى في التنافس على تقديم أفضل تجارب الواقع المعزز والافتراضي.
الخطوة التالية المتوقعة هي رؤية كيف ستؤثر هذه التغييرات على استراتيجية ميتا طويلة الأجل في مجال الميتافيرس، وما إذا كانت ستستمر في الاستثمار بكثافة في هذا المجال على الرغم من التحديات الاقتصادية. من المهم أيضًا مراقبة التطورات التكنولوجية في مجال الواقع الافتراضي والمعزز، وكيف ستساهم في تطوير أجهزة أكثر تطوراً وفعالية.
