يبدو أن فاتورة عشاء بحوالي 600 ريال سعودي تُثير جدلاً قانونياً. حيث طالب محامو بنك “جي بي مورغان تشيس” قاضياً في ديلاوير يوم الجمعة بإعفائهم من دفع بقية أتعاب المحاماة لـ “تشارلي جافيس”، وذلك على خلفية قضية احتيال تتعلق بشركتها الناشئة “فرانك”.
وكان البنك قد رفع دعوى قضائية ضد جافيس في أواخر عام 2022، مدعياً أنها وزميلها المؤسس “أوليفييه أمار” قدما بيانات مضللة لتضخيم قيمة “فرانك”، والتي استحوذ عليها “جي بي مورغان تشيس” مقابل 175 مليون دولار. وقد فازت جافيس بأمر قضائي يلزم البنك بدفع أتعاب محاماة لها، وهو أمر شائع في اتفاقيات الاندماج والاستحواذ.
نزاع حول أتعاب المحاماة في قضية “فرانك”
لكن “جي بي مورغان تشيس” يزعم الآن أن جافيس ومحاميها قد استغلوا هذا الأمر القضائي بشكل مفرط. وتشمل الإيصالات المقدمة للمطالبة بالسداد، والتي تبلغ قيمتها الإجمالية 15 رطلاً، فنادق فخمة، وتذاكر طيران للدرجة الأولى، و 2300 ريال سعودي في حلوى الدببة، و”كميات كبيرة من المشروبات الكحولية”، بالإضافة إلى “عشاء فاخر لشخصين بقيمة 600 ريال سعودي تضمن برجاً من المأكولات البحرية”.
وبحسب شهادة محامي البنك، فقد استمر محامو جافيس في تحميل نفقات شخصية حتى عام 2025، بما في ذلك أداة إزالة شعر الحيوانات الأليفة، وواقيات الخصوصية للكمبيوتر المحمول، ومزيل البقع، وأدوية الحساسية والبرد، والمكملات الغذائية، ومصفاة الشاي، والأقنعة الواقية، وآلة صنع القهوة، والمصابيح، وغلاية مياه، وركوب سيارات “أوبر” للتنقل اليومي إلى مكتب محاسب، و”بقالة لإعداد الوجبات”، وزجاجات النبيذ، والبطاريات، ورسوم ترقية الغرفة في الفنادق بمعدل 1200 ريال سعودي في الليلة، والوجبات في أرقى مطاعم نيويورك.
وانتقد البنك أيضاً مكتب المحاماة “كوين إيمانويل” بسبب طلب تعويض عن وجبة “أوبر إيتس” بقيمة 230 ريال سعودي تضمنت “أربع قطع من الكوكيز وعلبة كوكيز”.
ورد مكتب “كوين إيمانويل”، الذي يمثل جافيس في القضية المرفوعة أمام محكمة ديلاوير، في بيان لـ “بيزنس إنسايدر” بأن “جي بي مورغان تشيس” يحاول التراجع عن التزامه التعاقدي بدفع أتعاب المحاماة الخاصة بجافيس. وأضاف المتحدث باسم المكتب، “إريك هيرمان”، أن البنك يقوم فقط بتسليط الضوء على عدد قليل من نفقات المحامين (التي لم يتكبدها السيدة جافيس) على مدى عامين، والتي قام البنك بالفعل بمراجعتها ودفعها أو لا يوجد عليها خلاف.
تفاصيل الأتعاب القانونية
كما تحدى البنك الأتعاب التي طالب بها محامو جافيس، والتي وصلت إلى 8500 ريال سعودي في الساعة، بما في ذلك الفواتير الخاصة بحضورهم المحاكمة يوم السبت وأيام أخرى “غير أيام المحاكمة”.
وقدر محامو “جي بي مورغان تشيس” أن عدد الأشخاص الذين عملوا في قضية جافيس، مثل المحامين ومساعدي المحكمة، بلغ 147 شخصاً، وأن إجمالي الفواتير المتعلقة بقضاياها الجنائية والمدنية تجاوز 290 مليون ريال سعودي. وقال البنك إنه دفع حتى الآن 230 مليون ريال سعودي، ولا ينبغي أن يضطر إلى دفع المزيد.
معظم فواتير جافيس، والتي بلغت قيمتها 170 مليون ريال سعودي، تم تكبدها من قبل مكتب “كوين إيمانويل”، بقيادة المحامي الشهير “أليكس سبيرو” والشريك “صامويل نيتز”، الذي يرأس أيضاً مجموعة “كوين” للاستشارات القانونية في حالات الأزمات. وبلغت فواتير المحامي “خوسيه بايز”، وهو محامٍ متخصص في المحاكمات دافع عن “كيسي أنتوني”، 53 مليون ريال سعودي، بينما بلغت فواتير أستاذ القانون بجامعة هارفارد، “رونالد سوليفان”، الذي يعمل معه بشكل متكرر، 21 مليون ريال سعودي، وفواتير مكتب “مينتز” القانوني الكبير 41 مليون ريال سعودي.
تم تكبد ما يقرب من جميع الفواتير، والتي بلغت 270 مليون ريال سعودي، في القضية الجنائية التي واجهتها تشارلي جافيس. وقد أدينت جافيس بالاحتيال وحكم عليها بالسجن سبع سنوات. والباقي تم تكبده في القضايا المدنية. وأفاد “جي بي مورغان تشيس” أن “أوليفييه أمار”، الشريك المؤسس لـ “فرانك” الذي حكم عليه بالسجن خمس سنوات وثمانية أشهر، قد تكبد أيضاً فواتير إضافية بملايين الريالات السعودية للدفاع عنه.
وتتعلق هذه القضية بفحص دقيق للعمليات الماليّة والقانونيّة المرتبطة بالشركات الناشئة وعمليات الاستحواذ. بالإضافة إلى ذلك، تلقي هذه القضية الضوء على الممارسات المتعلقة بأتعاب المحاماة وتكاليف التقاضي، خاصة في الحالات المعقدة التي تتضمن اتهامات بالاحتيال.
من المتوقع أن يصدر القاضي في ديلاوير قراراً بشأن ما إذا كان سيوافق على أتعاب المحاماة الإضافية التي طلبتها جافيس ومحاموها في الأسابيع القليلة المقبلة. وسيترقب المراقبون القانونيون هذا القرار عن كثب، حيث يمكن أن يكون له آثار بعيدة المدى على اتفاقيات الاندماج والاستحواذ المستقبلية وأتعاب المحاماة المرتبطة بها. ويعتبر قرار المحكمة بشأن هذه القضية مهماً لتحديد الحدود المعقولة للنفقات القانونية في مثل هذه الحالات.
