أعلنت إدارة أمن النقل الأمريكية (TSA) عن مقترح جديد قد يدفع المسافرين إلى دفع رسوم إضافية قدرها 18 دولارًا أمريكيًا إذا لم يتمكنوا من تقديم هوية صالحة، مثل بطاقة الهوية الحقيقية (REAL ID) أو جواز السفر، عند نقاط التفتيش الأمني. يهدف هذا الإجراء الجديد إلى تسريع عملية التحقق من هوية المسافرين وتقليل الازدحام في المطارات، ولكن يثير تساؤلات حول تكلفة السفر وتأثيرها على المسافرين الذين لم يحصلوا على وثائق السفر الجديدة.

تم تقديم هذا الاقتراح يوم الخميس، وسيتطلب من المسافرين الذين لا يحملون هوية مقبولة دفع الرسوم لاستخدام أكشاك تحديد الهوية البيومترية الجديدة. وستمكن هذه الأكشاك وكلاء الأمن من التحقق من هوية المسافرين بسرعة أكبر من العملية اليدوية الحالية. ومع ذلك، فإن دفع الرسوم لا يضمن بالضرورة السماح بالصعود إلى الطائرة، حيث قد يخضع المسافرون لفحص إضافي.

التحول نحو بطاقة الهوية الحقيقية وتداعياته

جاء اقتراح إدارة أمن النقل في أعقاب صدور قانون REAL ID قبل أكثر من 20 عامًا، والذي يهدف إلى توحيد معايير تحديد الهوية في جميع أنحاء البلاد. ويأتي تفعيل هذا القانون في عام 2025، حيث تسعى السلطات إلى تعزيز أمن المطارات ومنع التلاعب بالهويات. يواجه العديد من المسافرين تحديات في الحصول على بطاقة الهوية الحقيقية بسبب متطلبات التوثيق المعقدة والمواعيد المتأخرة في مكاتب إصدار الوثائق.

تكلفة البرنامج و ألية الدفع

وفقًا لإدارة أمن النقل، ستغطي الرسوم البالغة 18 دولارًا تكلفة إنشاء وصيانة البرنامج الجديد، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية للبيانات والبرامج اللازمة. لم يتم بعد تحديد كيفية جمع الرسوم من المسافرين أو طرق الدفع المقبولة، لكن من المتوقع أن يتم توفير معلومات إضافية حول ذلك بمجرد فتح باب التسجيل في البرنامج على الموقع الإلكتروني الخاص بالإدارة. ستكون الرسوم صالحة لمدة 10 أيام، مما يعني أن المسافرين الذين لا يملكون وثائق تعريف صالحة لن يضطروا إلى دفع الرسوم في كل مرة يسافرون خلال هذه الفترة.

تؤكد إدارة أمن النقل أن التكنولوجيا الجديدة ستكون أقل استهلاكًا للوقت والموارد مقارنة بالعملية الحالية التي تتطلب من المسافرين تقديم معلومات شخصية أو الإجابة على أسئلة مفصلة. ومع ذلك، تذكر الإدارة أن الأكشاك لن تكون بديلاً مضمونًا للتحقق من الهوية، وأن المسافرين الذين لا يتمكنون من تجاوز التفتيش الأمني بأي طريقة لن يتم استرداد رسومهم وقد يخضعون لفحص إضافي. بالإضافة إلى ذلك، قد تضع إدارة أمن النقل قيودًا على عدد المرات التي يمكن للفرد استخدام الكشك.

تكامل التكنولوجيا و الخصوصية

يذكر أن هذا النظام الجديد للرسوم منفصل عن استخدام إدارة أمن النقل للتكنولوجيا الحالية للتعرف على الوجه، والتي يتم نشرها بالفعل طوعًا في العشرات من المطارات في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المراكز الرئيسية مثل مطار جون إف كينيدي في نيويورك ومطار لوجان في بوسطن. أثار استخدام تقنية التعرف على الوجه مخاوف بشأن الخصوصية، حيث يخشى البعض من أن البيانات البيومترية قد يتم تخزينها واستخدامها لأغراض أخرى.

وفقًا لمتحدث باسم إدارة أمن النقل، فإن هذا الإعلان يمثل خطوة نحو الامتثال لقانون الهوية الحقيقية. وأضاف المتحدث أن معدل الامتثال لمتطلبات الهوية الحقيقية يبلغ حوالي 94٪، وأن بطاقة الهوية الحقيقية تتميز بنجمة داخل دائرة في الزاوية العلوية اليمنى. وتشير التقديرات إلى أن غالبية المسافرين يمتلكون بالفعل وثائق تعريف مقبولة، ولكن سيظل هناك عدد كبير من المسافرين الذين يحتاجون إلى دفع الرسوم أو الحصول على وثائق جديدة.

بدأت إدارة أمن النقل في مايو الماضي مطالبة المسافرين بتقديم بطاقة هوية حقيقية أو وثيقة تعريف أخرى معتمدة من الحكومة لتمرير نقاط التفتيش الأمني في المطارات. يأتي هذا الإجراء في إطار جهود مستمرة لتعزيز أمن المطارات وضمان سلامة المسافرين. ويتماشى مع تعزيز إجراءات السفر و الأمان المتزايدة عالمياً.

من المتوقع أن توفر إدارة أمن النقل المزيد من الإرشادات في الأيام المقبلة حول كيفية عمل البرنامج الجديد، ومتى سيتم إتاحته للمسافرين. يجب على المسافرين الذين لم يحصلوا بعد على وثائق تعريف مقبولة التحقق من متطلبات بطاقة الهوية الحقيقية واتخاذ الخطوات اللازمة للحصول عليها قبل الموعد النهائي في عام 2025. ومن بين الأمور التي يجب مراقبتها، التأثير الفعلي لهذه الرسوم على سلوك المسافرين، ومعدل حصولهم على بطاقات الهوية الحقيقية، بالإضافة إلى أي تحديات تقنية أو لوجستية قد تواجهها إدارة أمن النقل في تنفيذ البرنامج الجديد.

شاركها.