تشهد ثروات كبار الشركات التكنولوجية نموًا ملحوظًا، حيث حققت شركة Alphabet، الشركة الأم لـ Google، أداءً متميزًا هذا العام، وارتفع سهمها بنحو 70%، لتصل قيمتها السوقية إلى 3.8 تريليون دولار. ويأتي هذا النمو بالتزامن مع استثمار مبكر قامت به Google في شركة SpaceX، والذي قد يحقق عوائد ضخمة في العام المقبل، مما يسلط الضوء على قوة الاستثمار في الشركات الناشئة.
في عام 2015، استثمرت Google حوالي 900 مليون دولار في SpaceX مقابل حصة تبلغ حوالي 7% في شركة الفضاء التي يديرها إيلون ماسك، والتي كانت قيمتها آنذاك 12 مليار دولار. الآن، تخطط SpaceX لطرح أسهمها للاكتتاب العام في العام المقبل بقيمة تقديرية تبلغ 1.5 تريليون دولار، مما قد يجعل حصة Google في الشركة تقدر بحوالي 111 مليار دولار.
نجاح SpaceX يعزز قيمة استثمارات Google
أكد إيلون ماسك، في منشور على منصة X (تويتر سابقًا) يوم الأربعاء، التقارير التي تتحدث عن طرح SpaceX للاكتتاب العام، ووصف تقريرًا نشره مراسل Ars Technica، إريك بيرجر، بأنه “دقيق”. هذا التأكيد يمثل تطورًا هامًا بعد سنوات من التكهنات حول مستقبل الشركة.
حتى بالنسبة لشركة بحجم Google، كان لنجاح SpaceX تأثير ملموس على الأرباح. في وقت سابق من هذا العام، أعلنت Google عن ربح قدره 8 مليارات دولار من “الأوراق المالية غير القابلة للتسويق”، والتي حددتها Bloomberg على أنها SpaceX. هذا الربح يمثل 25% من صافي دخل Google للربع الأول من عام 2024.
تعتبر Google واحدة من أكبر المستثمرين الخارجيين في SpaceX، إلى جانب شركة Founders Fund الاستثمارية و Fidelity. لم ترد Google و SpaceX على طلبات للتعليق على هذه المعلومات.
الاستثمار الأولي في Starlink
يبدو الآن أن استثمار Google عام 2015، والذي ركز بشكل كبير على مشروع Starlink، سيكون نجاحًا باهرًا. ومع ذلك، في ذلك الوقت، واجه الاستثمار قدرًا كبيرًا من الشكوك. أشارت صحيفة The Wall Street Journal في ذلك الوقت إلى أن “التحدي التقني والمالي الكبير الذي يواجه المشروع المقترح هو تكلفة تركيب الهوائيات وأجهزة الكمبيوتر الأرضية لاستقبال إشارات الأقمار الصناعية”.
كما أثارت الصحيفة تساؤلات حول كيفية تخطط SpaceX لإرسال إشارات الإنترنت إلى الأرض، مشيرة إلى أن الشركة “لا يُعتقد أنها تسيطر على حقوق طيف الراديو”. لقد تم الإجابة على معظم هذه الأسئلة مع Starlink، الذي يستخدم الآن من قبل الجميع، بدءًا من الجيش الأوكراني وصولًا إلى شركة United Airlines.
أثر استراتيجي يتجاوز المكاسب المالية
بالإضافة إلى الأرباح الكبيرة، كان لاستثمار Google أيضًا ميزة استراتيجية، حيث استخدمت SpaceX خدمات Google Cloud لتشغيل Starlink. هذا التعاون يعزز مكانة Google في سوق الحوسبة السحابية المتنامي، ويوفر لـ SpaceX بنية تحتية موثوقة وقابلة للتطوير. يعتبر هذا التكامل مثالاً على كيف يمكن للاستثمارات أن تخلق علاقات تكافلية بين الشركات.
يأتي هذا النجاح في وقت يشهد فيه قطاع الفضاء اهتمامًا متزايدًا من المستثمرين، مدفوعًا بالتقدم التكنولوجي وتزايد الطلب على خدمات مثل الإنترنت عبر الأقمار الصناعية. تعتبر SpaceX رائدة في هذا المجال، وقد أثبتت قدرتها على الابتكار وتقديم حلول جديدة للتحديات الفضائية. كما أن الاستثمار في التكنولوجيا بشكل عام يشهد زخمًا كبيرًا.
تعتبر هذه القصة بمثابة درس حول أهمية الاستثمار الاستراتيجي في الشركات الناشئة الواعدة. ففي حين أن بعض الاستثمارات قد تبدو محفوفة بالمخاطر في البداية، إلا أنها يمكن أن تحقق عوائد كبيرة على المدى الطويل، وتساهم في دفع عجلة الابتكار والنمو الاقتصادي. كما أنها تؤكد على أهمية رؤية المستثمرين وقدرتهم على تحديد الشركات التي لديها القدرة على تغيير العالم.
من المتوقع أن يشهد العام المقبل تطورات حاسمة فيما يتعلق بطرح SpaceX للاكتتاب العام. سيكون من المهم مراقبة تقييم الشركة النهائي، وحجم الاكتتاب، ورد فعل السوق. بالإضافة إلى ذلك، يجب متابعة أداء Starlink وتوسعها في أسواق جديدة، فضلاً عن التطورات الأخرى في مجال استكشاف الفضاء الذي تقوده SpaceX. تظل هناك بعض المخاطر المرتبطة بالطرح العام، بما في ذلك تقلبات السوق والظروف الاقتصادية غير المتوقعة، ولكن بشكل عام، يبدو أن SpaceX في وضع قوي لتحقيق النجاح.
